خُصصت عدد من الفعاليات في مهرجان الدوخلة السابع، لمحاربة ظواهر «سيئة»، موجهة أصابع النقد لبعض «السلبيات» المنتشرة في المجتمعات المحلية، مؤكدة أهمية «المشاركة الفعالة في خدمة المجتمع، وتنميته بصور حضارية مختلفة». فيما بدأت بعض اللجان والجهات تفعيل أنشطتها في المهرجان، من خلال ركن «الاستهلاك الذكي»، و»الركن الصحي لمحاربة التدخين»، إضافة إلى بعض العروض المسرحية التي اهتمت بنقد بعض العادات الاجتماعية، مثل ظاهرة «الإيمو»، التي بدأت تنتشر خلال السنوات الماضية. وشدد ركن مجموعة «الرعاية التنفسية» المنبثقة من نادي «عشاق الصحة»، على تنبيه الزائرين من أخطار التدخين، من خلال مجموعة وسائل توعوية. كما تم عرض مقاطع سينمائية، «لتنبيه الغافلين عن سلبيات هذه الآفة». فيما ساهمت هذه الوسائل التوعوية في قيام أحد الزوار بالتخلص من علبة التدخين مباشرة، بعد أن شعر بحجم الخطر الذي يحدق به. ووجهت مجموعة من الشباب، أصابع النقد لبعض العادات الاجتماعية، مثل ظاهرة «الإيمو»، وذلك من خلال عرض على مسرح الدوخلة الداخلي، مزج الرعب بالفكاهة «الهادفة»، من خلال مسرحية «نهار أسود»، التي حاكت ظاهرة سلبية، تفشت بين شريحة من المجتمع، أطلقت على نفسها مسمى «الإيمو». وتتميز هذه الفئة بطابعها الشكلي، وكذلك الطقوس «الغريبة»، التي يعتقدون فيها. وجسد العرض شاب تأثر ببعض شباب «الإيمو»، ليتطور الأمر بإقناعهم له بالانخراط معهم، ومشاركتهم تلك الاعتقادات والتصرفات، ليظهر بعدها تجسيدٌ للجن، وهم يرعبون ذلك الشاب في شكل فكاهي، ليختتم العرض بوعود منه بترك هذه العادات السيئة، بعدما شعر بالخطأ «الكبير» الذي اقترفه، حينما شاهد والدته وهي تتقمص شخصية «الإيمو»، في دعوة «لتصحيح الأخطاء من ذاتنا، لا إلى أن يقع الآخرون فيها». وأكد كاتب ومخرج المسرحية حسن المبارك، أن «توعية المجتمع من هذه الأمور الدخيلة يعتبر واجباً علينا كمسرحيين، لذا اخترنا هذا النص لإيصال هذه الفكرة، وما لها من انعكاس سلبي على المجتمع، وبخاصة بعدما بدأت تتفشي بين المراهقين»، مبيناً أنه «ليس من الضروري أن نرى أحداً من أقربائنا يقع في المحظور، لنبصر الحق، لكن لا بد لنا أن نبتعد عن الشر والأشرار، ونحث على ذلك»، متمنياً أن ينال عمله «رضا الجميع». وهو ما لمسه في «حضورهم وتفاعلهم مع العرض». واستحدثت خيمة «الاستهلاك الذكي» وسيلة «غير مألوفة» للعطاء الاجتماعي، وذلك من خلال تشجيعها لزوار المهرجان، على التبرع بممتلكاتهم التي يعتزمون التخلص منها، أو ما تكتظ به مخازنهم، من ألعاب، وكتب، وقصص غير مستخدمة، فتتم إعادة استخدامها، أو تدويرها من قبل اللجنة القائمة على المشروع، لتعم الفائدة الجميع، وتساهم في المحافظة على البيئة من التلوث. وقالت رئيسة المشروع غالية الغنام: «إن المشروع التابع للجنة التنمية الاجتماعية في سنابس، ساهم في زيادة الوعي بمفهوم إعادة الاستخدام أو التدوير، لما في ذلك من تخفيف للمصاريف الأسرية، وكذلك مساعدة الأسر المحتاجة، من خلال توفير سوق بأسعار منافسة، وذلك بالاستفادة من المقتنيات المُتبرع بها، التي تعود قيمتها لدعم المشاريع الخيرية». وأوضحت أن لدى القائمين على المشروع «ثلاثة مبادئ رئيسة، تتمثل في: إعادة الاستخدام، وإعادة التدوير، وترشيد الاستهلاك، إضافة لأهداف رئيسة وثانوية أخرى»، مبينة أن حملة «لعبتي وكتابي»، تلقى رواجاً كبيراً، من قبل المسؤولين عن رياض الأطفال والمدارس الأهلية. إلى ذلك، تواصلت فعاليات المهرجان، فيما شهد تزايداً ملحوظاً في عدد المتواجدين، وبرزت «الخيمة الثقافية» بعد مشاركة الشاعر زكي الصدير، الذي استعرض تجربته في الكتابة الأدبية، وطبيعة الطقوس التي يحتاجها، إضافة لصفات جمال القصيدة النثرية. فيما ألقى بعض قصائده من إصدار «شهد الملائكة»، التي حملت عناوين: قيمة الوطن، والحب، وأسئلة تفلسفية. قبل أن يمتّع الجمهور بقصائد مختارة من إصدار «حالة بنفسج». وتفاعل الجمهور مع الشاعر، عندما لبى طلباتهم، بإلقاء قصائد «مُختارة».