لم يتبق سوى أيام قليلة تفصل «العروس» التي غرقت في مياه الأمطار عامين على التوالي عن ذكرى «الأربعاء الأسود» التي أسفرت عن وفاة 120 شخصاً لقوا مصرعهم. وتأتي «ذكرى الأربعاء الأسود» الذي ارتبطت ب «الفاجعة» في وقت يسابق مدير مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول المهندس أحمد السليم الزمن بعد أن تبقى أمامه ثلاثة أيام فقط من أجل تسليم جميع مشاريع تصريف السيول والأمطار العاجلة في جدة في محاولة لتجنيب المدينة الساحلية من غرقٍ ثالث لها قبل حلول موعدٍ مع المطر. السليم كان أطلق وعداً لأمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل في 16 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي يقضي بتسليم 12 مشروعاً لتصريف السيول والأمطار العاجلة في جدة في موعدها المحدد لها (110أيام) منذ إبرام العقود في 27 من تموز (يوليو) الماضي وبكلفة بلغت قرابة 795 مليون ريال. ووفقاً لآخر تقارير السليم المعروضة على الأمير خالد الفيصل والتي أتت بعد 63 يوماً من تاريخ العمل على تلك المشاريع العاجلة في جدة لمعالجة وتصريف مياه السيول والأمطار، فإن نسبة الإنجاز لم تتعد حينها 40 في المئة، وهو ما يعني أن 60 في المئة من نسبة إنجاز المشروع من المفترض أن يتم اكتمالها في مدة لا تزيد على 47 يوماً كحدٍ أقصى. في حين تأتي تأكيدات شركة «نسما» (الشركة الفائزة ب12 مشروعاً من إجمالي14 مشروعاً) على لسان رئيسها صالح التركي بأن العمل سيكون على مدى 24 ساعة، وطوال أيام الأسبوع من دون توقف، مؤملاً انتهاءها قبل موسم الأمطار كونها عملية «إنقاذية»، وهو ما يعني أن 2640 ساعة عمل ستكون كفيلة باكتمال تلك المشاريع. ولا يبدو أن الفيصل سيكون مرناً حيال التأخير ولو ليومٍ واحد في تسلم تلك المشاريع في ظل تأكيداته المستمرة على ضرورة الالتزام بالوقت والمعايير وتكثيف الجهود لتسليم تلك المشاريع في الوقت المحدد لها سلفاً. يأتي ذلك في ظل تطمينات السليم التي أكد فيها لأمير مكةالمكرمة إنجاز المشروع خلال المدة المحددة لها سلفاً وتسليمه (الثلثاء) المقبل الموافق 15 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري المشاريع العاجلة لتصريف السيول والأمطار في جدة، في موعدٍ ينتظره أهالي جدة يصفونه ب «المفصلي» في تاريخ معاناتهم مع المطر، إذ تكرر سيناريو الغرق في مدينتهم عامين على التوالي منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة توقعت أخيراً هطول أمطار على المدينة الساحلية، مرجحةً هطول الأمطار يوم (الإثنين) المقبل أي قبل يوم من اكتمال المشاريع العاجلة، وهو ما يتزامن مع موعد الأمطار المتوقعة منتصف الأسبوع المقبل.