لا ندري ما إذا كانت المواجهة بين هولنداوالمكسيك ستكون مثيرة في الدور ثمن النهائي من كأس العالم 2014 غداً (الأحد) في فورتاليزا، لكنها من دون أدنى شك لن تخلو من الاستعراض، وتحديداً من ناحية مقاعد اللاعبين الاحتياطيين المكسيكيين بحضور المدرب ميغيل «ال بيوجو» هيريرا. وكان المدرب المكسيكي حذّر الجميع قبل انطلاق المونديال الحالي بأن احتفاظه بهدوء أعصابه ليس من أولوياته خلال مباريات فريقه. ولحظة إعطاء الحكم إشارة انطلاق المباراة، تبدأ أعصاب هيريرا بالغليان، وانتشرت صوره على مواقع عالمية عدة، تظهره وهو في ذروة احتفالاته بأهداف فريقه، أو في لحظة غضب تجاه قرارات الحكام. لا يبدو هذا المدرب القصير القامة والبدين بأنه يتمتع بالكاريزما للوهلة الأولى. لكن الظاهر يختلف تماماً لأن لاعبيه يطيعونه وعيونهم مغمضة. بما أنه لا يسمح للمدرب بالخروج من المنطقة الفنية المحددة له بالقرب من مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، فإن لاعبيه يتوجهون صوبه للاحتفال معه بالأهداف التي يسجلونها. وتدين المكسيك بالكثير لهيريرا الذي انتشلها من أزمة حقيقية كادت تهدد بعدم بلوغها النهائيات الحالية، وذلك للمرة الأولى منذ 28 عاماً، عندما استدعي لقيادة دفة أحفاد الازتيك في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما كان الفريق انتزع بصعوبة بالغة بطاقة خوض الملحق ضد بطل أوقيانيا. لم يتردد هيريرا مباشرة بعد تسلّم مهماته، في استبعاد كل المحترفين في أوروبا في المباراتين الحاسمتين مع نيوزيلندا، بينهم تشيتشاريتو وأندريس غواردادو وجيوفاني دوس سانتوس معتمداً على المحليين فقط، قبل أن يستدعيهم مجدداً إلى النهائيات.