نيويورك، القدسالمحتلة، برلين، يريفان، طهران، فيينا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - ابدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية «مخاوف جدية» من امكان وجود «بعد عسكري» للبرنامج النووي الايراني استنادا الى ما لديها من معلومات «جديرة بالثقة»، فيما سعت تل أبيب الى تبديد تكهنات بأنها توشك على توجيه ضربة عسكرية لمنشآت نووية إيرانية، ودعت بدلاً من ذلك الى فرض عقوبات صارمة جداً «تشل» ايران. تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان التهديدات الاسرائيلية تنطوي على «نبرة بالغة الخطورة» ويمكن ان تؤدي الى «كارثة في الشرق الاوسط»، فيما جددت طهران التحذير من ان أي مغامرة عسكرية اسرائيلية ستواجه برد «حازم ومدمر». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن تقرير الوكالة ان «لديها مخاوف جدية من وجود بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الايراني»، مؤكدة ان هذه المخاوف تستند الى معلومات «جديرة بالثقة». ولاحظت الوكالة «ان هذه المعلومات تؤكد ان ايران اجرت انشطة تهدف الى انتاج سلاح نووي»، مشيرة الى ان «هذه النشاطات جرت قبل 2003 في اطار برنامج منظم وان بعضها يمكن ان يكون مستمرا». وناشدت ايران الى التواصل معها «من دون اي تأخير» لتوضيح هذه المعلومات المدرجة في ملحق تقريرها الذي سيناقش في اجتماع مجلس امناء الوكالة الدولية في 17 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وفي نيويورك، تتسلم الدول الأعضاء في مجلس الأمن اليوم الأربعاء نسخة من تقرير الوكالة. وأوضحت مصادر المجلس أن «من أهم ما قد يتضمنه التقرير هو أنه سيتجاوز انتهاكات إيران لواجباتها الدولية لناحية أنشطة تخصيب اليورانيوم الى تقديم معلومات أمنية حول التكنولوجيا الباليسيتية المخصصة لنقل الرؤوس النووية، أي الصواريخ». وشدد ديبلوماسي غربي على أن «إثبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للادعاءات حول أهداف البرنامج النووي الإيراني العسكرية سيضيف سبباً جديداً لعقوبات أكثر قسوة على إيران تؤذي قطاع الطاقة والنفط». وأوضح أن نظم العقوبات القائمة حالياً ضد إيران «غطت كل ما يتعلق ببرنامجها النووي من شركات وكيانات وأشخاص، وتالياً لا بد من رفع مستوى العقوبات على القطاع الذي يمول الأنشطة النووية وهو قطاع النفط». وتوقع ديبلوماسيون في مجلس الأمن «ممانعة روسية وصينية لأي عقوبات إضافية ضد إيران في مجلس الأمن في القريب العاجل» لكنهم أجمعوا على أن «إقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن برنامج إيران النووي ليس له من أهداف سوى العسكرية منها سيكون نقطة تحول محورية في رؤية الوكالة وتعاملها مع الملف النووي الإيراني برمته». في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك للاذاعة الإسرائيلية، قبل صدور التقرير، ان «الحرب ليست نزهة. ونحن نريد نزهة لا حرباً». وأكد ان إسرائيل «لم تقرر بعد الدخول في أي عملية»، وذلك بعد تكهنات سرت في وسائل إعلام إسرائيلية عن أنه ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اختارا هذا الخيار. لكن باراك قال إنه يتعين على اسرائيل أن تستعد «لمواقف غير مريحة» وأن تتحمل مسؤولية أمنها بنفسها في نهاية الأمر، مشيراً الى ان كل الخيارات يجب أن تظل مفتوحة للحد من الطموح النووي لإيران. في الوقت ذاته، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في تصريحات نقلتها صحيفة «معاريف» امس، الاسرة الدولية الى فرض عقوبات دولية «صارمة جداً تشل» ايران. ورفض وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، خلال زيارته العاصمة الارمينية يريفان، اي اتهامات مسبقة لطهران قبل نشر تقرير الوكالة الذرية، مؤكداً ان ليس لدى الغربيين «اي دليل جدي» على وجود برنامج نووي عسكري في ايران. وحمل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعنف على واشنطن. وقال في تصريح بثه التلفزيون الايراني، ان «الولاياتالمتحدة التي تملك خمسة آلاف قنبلة ذرية تتهمنا بانتاج السلاح الذري لكن يجب ان يعرفوا اننا اذا اردنا قطع اليد التي اطالوها على العالم فلن نحتاج الى القنبلة النووية». في موازاة ذلك، طالبت الصين ايران امس، بالتعاون «بصدق» مع الوكالة الذرية. وقال هونغ لي الناطق باسم الخارجية الصينية ان على طهران ان «تتعاون بمرونة وصدق مع الوكالة» ، داعياً الوكالة الدولية الى التحلي «بالانصاف والعدالة».