من المعروف أن جميع الحجاج الذين لم تتوافر لديهم تصاريح حج، أو لم يستطيعوا الالتحاق بحملات يحجون من طريقها، يحلم كل منهم في الحصول على فراش في أحد المخيمات، ليقضي عليه هذه الأيام، لكن من غير المتوقّع إطلاقاً أن يرى المارّ حجاجاً نظاميين يغادرون مخيّماتهم إلى الافتراش. يقول الحاج عبدالرحمن محمّد: «حين وصلنا إلى مقر الحملة التي أتينا معها لتأدية النسك، كانت الأوضاع في الليلة الأولى طيّبة ومبشّرة، على رغم أن المخيّم موجود في منطقة «منى الجديدة» التي لا تعتبر من منى -إلا وفقاً لفتاوى بعض العلماء- لكن الوضع انقلب رأساً على عقب منذ الليلة الثانية التي أصبح فيها التكييف حاراً جداً، وطالبنا إدارة المخيم بصيانته، فلم يستطيعوا عمل شيء، والآن نجري محاولات لإقناعهم بإيقاف المكيفات التي لم تصدر إلا صوتاً مزعجاً وضوضاء، لأن الوضع أصبح جحيماً ولا أحد يتحمله، فالمبيت بلا مكيف أفضل كثيراً من المبيت تحت الهواء الحارق». مشيراً إلى أن «نظام التكييف في منى بصورة عامة يعتمد بشكل أساسي على تزويد المكيفات بالمياه، ويبدو أن انقطاع الماء هو الذي جعل الوضع يؤول إلى هذا السوء». من جهته، أقرّ مسؤول المشاعر في حملة شركة الإفاضة المتحدة معن المحضار بوجود هذه المشكلة في مخيم الحملة، وقال ل «الحياة»: «المسؤول عن مشكلات المخيمات بصورة عامة ثلاث جهات، الشؤون البلدية والقروية، ووزارة المياه، ووزارة المياه ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة، والأخيرة تملك المشروع وهي التي تتعاقد مع شركات الصيانة، ومن المفترض أن يتم تأمين التكييف بصورة كافية ليستمر أداؤه الجيد طيلة أيام الحج، وليس ليلة أو ليلتين». وأضاف: «منذ الليلة الثانية انقطع الماء عن مكيفات المخيّم فاشتدت الحرارة، وحين تحدثنا إلى الشركة المسؤولة عن الصيانة أفادت أن انقطاع الماء حدث بداعي انفجار الأنابيب، ونحن الآن في حيرة من أمرنا، فإذا أوقفنا التكييف عشنا في ضيق شديد، وإذا عمل التكييف واجه الحجاج الحرارة الشديدة، ولا يوجد أي حل سوى أن ندعو هذه الشركات إلى التخفيف علينا بإعادة المياه إلينا، أو أن نستمر على ما نحن عليه». وزاد: «مشكلة التكييف ليست بالبسيطة كما يظن البعض، فأنابيب الماء متهالكة، وهذه الشركات التي يتعاقد معها صندوق الاستثمارات العامة، تأتي في بدايات شهر ذي القعدة لإلقاء مجرد نظرة على هذه القنوات وادّعاء صيانتها، ثم تختفي بعد ذلك وتتركنا لمعاناتنا»، منبّهاً إلى أن هذه المشكلة قائمة في زمن لا يوجد فيه طقس حار، «لأننا على مشارف فصل الشتاء وليس فصل الصيف، ولكن أتوقع بعد مضيّ زمن أن تتصدر الأخبار فكرة تغيير «تيازير الخيام» و «القواطع» بسبب إهمال الصيانة. من جهتها، حاولت «الحياة» الاتصال بالمدير العام لصندوق الاستثمارات العامة منصور الميمان للحصول على رده على هذه المشكلة، لكن تعذر الوصول إليه على رغم المحاولات المتكررة. ... وانقطاعات الكهرباء تخرج حجاجاً إلى الطرقات