اشتكى عدد من مسؤولي حملات حجاج الداخل في الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة ومكة المكرمة، ما وصفوه ب “نقص الخدمات” في المخيمات لحج هذا العام 1431ه، نتيجة عدم قيام الجهات المختصة في صندوق الاستثمارات العامة بإجراء الصيانة المطلوبة قبل وقت مبكر، الأمر الذي أدى إلى انقطاع متكرر للمياه ورداءة التكييف، وبالتالي نقل العديد من الحجاج خصوصًا من كبار السن إلى المستشفيات لهذا السبب. وشددوا على ضرورة تخفيض سعر تذكرة قطار المشاعر، مشيرين إلى أنهم وكلوا محامين للترافع لدى الجهات القضائية، مطالبين بتعويضات مالية نظير ما تكبدوه من خسائر في حج هذا العام.وأوضح وكيل وزارة الحج لشؤون الحج حاتم قاضي أن وزارته طبقت العديد من الإجراءات العقابية في حق عدد من المؤسسات والشركات التي ثبتت عليها مخالفات وتقصير في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن تنوع العقوبات وحجمها مرهون بنوعية وجسامة المخالفة التي تصل في أقصاها إلى شطب ترخيص مزاولة النشاط والغرامة المالية وتعويض الحجاج المتضررين. وأبان أن الوزارة وبالتنسيق مع أعضاء اللجنة الثلاثية تعمل على التثبت من مصداقية الشكاوى وترفع بالنتائج لمقام وزير الحج، مبينًا أنه تم بالفعل معاقبة عدد من الشركات والمؤسسات وإجبارها على دفع تعويضات مالية مناسبة لعدد من الحجاج المتضررين. وقال قاضي: “من غير الصحيح أن نقول بأن هناك مؤسسات وشركات حج متضررة من نقص الخدمات في مخيمات حجاج الداخل، وكذلك قولهم بأن مخيمات مشعر منى “مهترئة”، لافتًا إلى أن الشكوى الحقيقية للمؤسسات والشركات تحوم حول سوء مستوى النظافة. وبيّن أن وزارته طبقت مبدأ خصم النقاط على المقصرين في هذا الجانب. انقطاعات المياه من جانبه قال رئيس لجنة الحج بالغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة عبدالقادر الجبرتي: إن المشروع الضخم الذي تم عمله في الحج وهو مشروع الخيام المطورة والمقاومة للحريق كان له الأثر الكبير على سلامة الحجاج، إلا أنه تعرض على مدى هذه الأعوام وبصفة خاصة العام الجاري إلى بعض التشويه بسبب نقص الخدمات وضعف الصيانة، وأرجع الحرارة الشديدة التي يتعرض لها الحجاج، إلى انقطاعات المياه المتكررة التي انعكست سلبا على جودة عمل المكيفات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وأشار إلى المعاناة التي تتكبدها حملات حجاج الداخل بسبب تعرض العديد من الحجاج خصوصًا كبار السن لبعض المتاعب الأمر الذي يتطلب نقلهم بشكل مستمر إلى المستشفيات. أسباب المشكلة وقال: “إن من أسباب هذه المشكلة التي كانت في السابق تظهر وتختفي، إسناد أعمال الصيانة هذا العام إلى شركة قليلة الخبرة في هذا المجال، علاوة على مباشرتها أعمال الصيانة في وقت متأخر من موسم الحج، مما تسبب لنا في الكثير من الأضرار المالية والنفسية بسبب تعرضنا لمشكلات كبيرة مع الحجاج المعترضين على نقص الخدمات”. توكيل محامٍ للتعويض وقال: “هناك عدد من الشركات والمؤسسات تقدمت بشكاوى وملاحظات عديدة للجهات المختصة، وتم إسناد الأمر إلى محام للترافع عنها والمطالبة بتعويضات مالية من قبل الجهة الإدارية المعنية”. قطار المشاعر وأوضح الجبرتي أن حج هذا العام حظي بالعديد من المشروعات الضخمة، التي تمثلت في قطار المشاعر وجسر الجمرات، مشيرًا إلى أنها كانت مكرمة عظيمة من ملك الانسانية، لافتًا إلى أن النجاح الذي حققه القطار هذا العام يفوق الحديث عن المطالبة بتخفيض سعر التذكرة. وأبان أن هناك العديد من المطالبات من خلال ورش عمل وندوات متخصصة في هذا الشأن تهدف إلى تخفيض السعر من 100 ريال ليصبح 90 ريالًا، وقال إن هذا السعر مناسب جدًا خاصة وأنه يعتبر رمزيًا ولا يقارن بتكاليف صيانة القطار، مضيفًا: “حتى سعر 250 ريالًا يعتبر أيضًا رمزيًا”. مطاعم المخيمات وقال رئيس لجنة الحج بالغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة: هناك من الأشياء المزعجة في مخيمات حجاج الداخل مجاورة المطاعم لها، حيث إن الازعاج وأصوات القدور وروائح الطبخ تتسبب في خروج مشاعر الحجاج عن الروحانية المطلوبة في تلك الأوقات المحدودة داخل الخيام، إضافة إلى المخاطر التي قد يتعرضون لها بسبب مجاورتها لهذه المطاعم، ورأى أن تتم دراسة هذه الملاحظة وإزالتها بعيدا عن مواقع الحجاج، أو وضع حلول أخرى مثل عمل حواجز خرسانية تعزل المطاعم عن المخيمات. صيانة الخيام من جانبه وصف نائب رئيس لجنة الحج بغرفة جدة المهندس فضل محمد الجهوري الخدمات المقدمة في مخيمات حجاج الداخل بأنها “سيئة جدًا” -حسب قوله-، مشيرًا إلى أن المخيمات أصبحت الآن بحاجة ماسة إلى صيانة عاجلة وواسعة، لافتًا إلى أنها تفتقد لأبسط أنواع الخدمات الضرورية، ولا تخضع لصيانة مستمرة إلا قبل الحج بأيام قليلة، بحيث لا يتسع المجال لإضافة أي خدمات أو معالجة الخدمات الموجودة التي تعرضت مع مرور الوقت للعطب. وأشار في ذات الوقت إلى أن المخيمات انقضى عمرها الافتراضي، والدليل على ذلك أنها لا تشتمل على وسائل للسلامة ومهترئة ولا تحمي من حر الشمس، علاوة على انقطاع المياه وشحها في بعض المخيمات لعدم التنسيق مع وزارة المياه، وكذلك توقف التكييف المرتبط أصلًا بوجود المياه. نسبة غير عادلة وقال الجهوري: إنه يجري الآن مخاطبة المسؤولين لحل هذه السلبيات في الأعوام المقبلة بمختلف الوسائل سواء بالاتصالات الشخصية أو وسائل الاعلام المختلفة من أجل حفظ الأموال الطائلة التي تدفع مقابل الحصول على تلك المخيمات شاملة للخدمات، وهو ما يتعارض مع الواقع الفعلي لوضعها الحالي، علاوة على الرسوم العالية التي يدفعها حجاج الداخل مقارنة مع ما يدفعه حجاج الخارج، حيث يدفعون (2500-7500ريال)، فيما لا يدفع حجاج الخارج سوى (2550 ريالًا)، وهي نسبة غير عادلة إطلاقًا. قضية تستحق البحث وقال رئيس شركة “مواكب النور” حسن الهيج: القضية تستحق أكثر من تناولها عبر الصحف، لافتًا إلى أن التقصير ونقص الخدمات لم يكن على مخيمات حجاج الداخل فقط، بل شملت سحائب التقصير مخيمات حجاج الخارج أيضًا، وأبان أن مشاريع الحج بشكل عام شهدت نقلة نوعية ضخمة جدًا خلال السنوات الاخيرة، منها قطار المشاعر وجسر الجمرات وهي مفخرة كبرى للبلاد وخدمة جليلة للعباد، إلا أننا وسط هذه التطورات نسينا مشروعًا كبيرًا كان ولا يزال محل تقدير واحترام وحفاوة وهو مشروع المخيمات، وطالب بأن يتم مناقشة هذه السلبيات ووضع حلول لها في أسرع وقت ممكن عبر إطلاق مجموعة من الندوات والمحاضرات التي تناقش القضية بشكل موسع ومستفيض. أمانة العاصمة مقصرة ورأى رئيس شركة المنهاج السعودية لحجاج الداخل عبداللطيف آل الشيخ أن أمانة العاصمة مقصرة في قيامها بدورها المناط بها والمتمثل في رفع النفايات بالمشاعر، لافتًا إلى تحججها بعدم وجود ضواغط للنفايات، وقال إن شركات الصيانة لم تقم بدورها قبل بدء موسم الحج إلا بأيام قليلة، وأشار في ذات الوقت إلى أن المشكلة الحاصلة تتمثل في وجود أشخاص يتنقلون بين الشركات ويتسببون في الاهمال والخلل. ------------------------ الشريف ل “المدينة” : العمر الافتراضي للمخيمات 30 عاما ولدينا خطة لزيادة دورات المياه بالمشاعر قال رئيس صندوق الاستثمارات العامة بوزارة المالية المهندس فهد الشريف ان ادارته تلقت بالفعل العديد من الشكاوى عن ضعف الخدمات في مخيمات حجاج الداخل، مشيرا الى أن اكبر هذه المشاكل هو تأخر وصول المياه الى المخيمات مما انعكس سلبا على عمل المكيفات الصحراوية بشكل غير سليم، وبالتالي اشتكى الحجاج من شدة الحر. ولفت الى ان شركة الصيانة لا يمكن ان تقوم بعمل صيانة لتلك المكيفات في كافة الخيام التي يصل عددها الى حوالى 44 الف خيمة قبل وقت قصير من الحج، منبها إلى أن الصيانة لابد ان تقوم قبل موعد كافٍ للحج حتى تعمل تلك المكيفات بالشكل الصحيح. وقال إن العمر الافتراضي للمخيمات يصل الى حوالى 30 عاما، ومن غير الصحيح ان نقول ان عمرها شارف على الانتهاء، وعمر الخيام عادة من عشر الى خمس عشرة سنة وجودتها من عدمه تعتمد على طريقة التخزين والتعامل الصحيح معها. وابان ان مشكلة الفواصل الصلبة التي يطالب بها اصحاب شركات ومؤسسات حجاج الداخل لا تزال تحت الدراسة، لافتا الى ان المشكلة تم تناولها بجانب العديد من الافكار التي تطرح من خلال الاجتماعات، غير أنه من الضروري التنبه الى ان القواطع المستخدمة الان تعطي مرونة كبيرة في التوسع والحركة. واوضح ان فكرة القواطع الاسمنتية فكرة ممكن ان تطبق في حال تم عرضها على وزارة الحج واعتمادها. وعن مشكلة التوسع في الحمامات، قال الشريف: هذا الأمر مأخوذ بعين الاعتبار، وفي الادارة المركزية بوزارة البلديات (الادارة المركزية) هناك خطة لزيادة عدد دورات المياه، وتقليل عدد المستفيدين من كل دورة الى اربعين شخصا بدلا من الوضع الحالي (60 شخصا)، لافتا الى ان المقياس العلمي في دورات المياه في التجمعات الكبيرة يصل الى 90 شخصا في الدورة الواحدة. ----------------------- د. زين العابدين: تذكرة قطار المشاعر معقولة ويمكن تخفيضها إذا دعت الضرورة أوضح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين ان سعر تذكرة قطار المشاعر "معقول جدا" ، لافتا الى ان السعر الحالي هو نفس سعر السيارات التي تستخدم لستة او سبعة ايام خلال الحج. غير أنه استدرك قائلاً: ان هذا الامر ممكن اذا دعت الضرورة ان يبحث ويرفع لمقام سمو النائب الثاني في حال مناقشته مع الاطراف المستفيدة من تخفيض قيمة التذكرة". --------------------- رأي قانوني: للمتضررين حق المطالبة بالتعويض ومن جانبه قال المحامي القانوني بندر السلامة: إن جميع الأخوة المتضررين من نقص الخدمات المقدمة في مخيمات حجاج الداخل لديهم الحق في المطالبة والتقدم بشكل نظامي لأخذ حقهم من الناحية القانونية، مشيرًا إلى أن الحيثيات والجوانب وأركان القضية مكتملة وجاهزة للانطلاق في المحاسبة للجهة الإدارية المعنية بهذا الشأن، لافتًا إلى أن مقدار التعويض المادي يقدر حسب نوع الأضرار التي وقعت على الجهات المتضررة كلٍ على حدة بحيث يراعى في مقدار التعويض ألا يتحقق ثراء للمطالب بالتعويض.