شهد مشعر عرفات المكتظ بثلاثة ملايين حاج أمس حركة بيع وشراء واسعة للفاكهة والمأكولات التي تميزت بها منطقة الحجاز، وأنواع أخرى من الوجبات الشعبية. وعلى رغم حال الزحام والحر الشديد، لم يجد الحاج بداً من التوقف لاقتناء كفايته من الفواكه ووجبات اللحم والأرز والاستمتاع بتناولها وسط تلك الأجواء. نور علي باكستاني الجنسية أحد الباعة المتغلغين بين جموع الحجيج بعربته الصغيرة لبيع الفاكهة التي تجد منهم إقبالاً على ما يبيع بشكل كبير ولافت للأنظار، قال ل «الحياة»: «الحجاج يتزاحمون لشراء الفواكه ويأكلونها مباشرة أمام بسطتي على اعتبار أنه ليس لهم مكان إقامة ثابت، وأنا أحصل على مال كثير نظير هذا العمل». ويضيف: «أجد صعوبة في التعامل مع الحجيج بسبب اختلاف وتنوع ثقافاتهم ولغاتهم وجنسياتهم، وتابع: «أستطيع التفاهم مع بعض الحجاج العرب بشكل جيد، بيد أن هناك حجاج دول لا أعرف ما يقولون وبالتالي لا أستطيع التواصل معهم إلا بالوصف والإشارة». وواجه نور في مهمته الموقتة حكايات عدة، لافتاً إلى أن كثيراً من المقبلين للحج من بلاد خارجية لا يعرفون فئات العملة السعودية، فعندما أطلب من أحدهم 10 ريالات يعطيني 50 ريالاً، والبعض من الحجيج يطلب فاكهة بأسماء على غير علم لي بها فأجيبه بأنها ليست لدي، ولم أفهم مقصده إلا بعد أن يشير بيده فيتبين لي أنه يقصد التفاح أو العنب مثلاً. وحول أكثر الأصناف طلباً، يؤكد نور أن البرتقال والموز هما الأكثر رواجاً ورغبة في التناول بين الحجاج. ومثل بسطات الفاكهة، تنتشر في مشعر عرفة محال بيع الأرز واللحم، لاسيما أن البعض يقدمها مجاناً فيكون الإقبال عليها في شكل كبير. مشهد محمد الغار (19 عاماً) ورفاقه بين القدور الممتلئة باللحم والأرز وسط تزاحم الحجاج عليهم بغية الحصول على وجبة مجانية، يختصر على المشاهد حجم الحاجة للأكل في هذا اليوم من دون النظر إلى انعكاسات هذا الأمر. يقول الغار وهو منهمك في تلبية طلبات زبائنه ل «الحياة»: «نبيع الصحن الواحد ب10 ريالات، ولكن هناك من يشتري نصف الكمية المطبوخة من اللحم والأرز أو جميعها ويكلفنا توزيعها نيابة عنه مجاناً على الحجاج». وزاد: «يعد إقبال الحجيج على مأكولاتنا كثيفاً جداً، إذ نطبخ الأرز واللحم بطبخة تعرف باسم «الكابلي» وهي تنال رضا ذائقة غالبية الحجاج وتجد شيوعاً كبيراً بينهم لما تتميز به عن الطبخات الأخرى». وعن ما يدره عملهم من دخل مادي قدر الغار ثمن ما يجلبه من بيع الأرز واللحم ب1000 ريال، وأردف: «نعمل هنا لمدة ست ساعات على اعتبار أن وجود الحجاج في عرفة يكون لفترة موقتة، لذا نحاول استغلال وجودهم والاستفادة من هذا الوقت القصير». ويساعد الغار رفيقه عبدالله شعبان على حمل القدور وجلبها عبر العربات إلى مشعر عرفة. في مقابل ذلك، شددت اختصاصية التغذية الإكلينيكية أمل كنانة على ضرورة تناول الحجاج أثناء تواجدهم بالمشاعر المقدسة الأكل الصحي، خصوصاً الفاكهة القشرية كالموز والبرتقال لما توفره للجسم من فيتامينات، وأردفت: «يجب على الحجاج الإكثار من النشويات في وجباتهم وتناول الفواكه ذات القشور كالبرتقال والموز، وعدم الإفراط في شرب القهوة والشاي كي لا تسبب لهم إدرارًا في البول يعرضهم إلى الجفاف»، محذرة في الوقت نفسه من أكل الأطعمة غير المطبوخة كالسلطات والفاكهة المقشرة مسبقاًَ.