دمشق، نيقوسيا، عمان -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال ناشطون وشهود إن قوات الامن السوري أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين خرجوا امس في حمص وحماة وريف دمشق ودرعا، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. في موازاة ذلك وفيما تحدث ناشطون عن «تدهور شديد» للأوضاع الانسانية في حمص، قال مسؤولون دوليون إن الاممالمتحدة تتجه إلى مراجعة أعداد القتلى في سورية جراء الحملة الامنية المستمرة منذ 15 آذار (مارس) الماضي ليرتفع الى أكثر من خمسة آلاف قتيل. وقال ناشطون إن متظاهرين حاولوا الخروج للتظاهر امس في عدة مدن سورية، من بينها حمص وحماة وبانياس واللاذقية ودير الزور ودرعا وريف دمشق، إلا ان قوات الامن واجهتهم بالرصاص الحي. وتحدث الناشطون عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وذلك بالرغم من تعهد دمشق بسحب المظاهر العسكرية من الشوارع تمهيداً لحوار مع المعارضة. وأول من امس، قتل عشرون مدنياً برصاص قوات الامن واعتقل عشرات آخرون. ورغم أعمال القمع، لم يتراجع عزم الناشطين، الذين دعوا السوريين إلى التظاهر امس تحت شعار «الله اكبر ضد الطغاة». وأظهر شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح امس في حي الميدان التاريخي في دمشق، مطلقين شعارات مناهضة للنظام. وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط آخر بث على «يوتيوب»، حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها «الى متى تصغي الجامعة العربية؟ لقد قبل الخطة العربية... والدبابات لا تزال في الشوارع». ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري. وفي دير الزور شرق سورية، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق «المرصد»، الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا جنوبا تطالب باسقاط النظام. واكدت صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع فايسبوك تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية. وأكد الناشطون السوريون ان «النظام سقط منذ اليوم الاول الذي طالبنا فيه بالحرية ومنذ اول نقطة دم اهرقت بسبب الرصاص الذي يطلقه الطغاة». ومع تواصل عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المحتجين، يشتكي مواطنون في مدينة حمص التي تشهد أعنف العمليات العسكرية، من نقص حاد في الخبز، وتعطل عمل الكثير من المخابز نتيجة الوضع الأمني. ويتهم سكان في المدينة، الحكومة السورية بتقليص إيراد الطحين والوقود إلى الأفران، فقط في الأحياء المعروفة بمعارضتها للنظام. ويقول ناشطون وشهود عيان من حمص، إن الأهالي باتوا ينتظرون ساعات في طوابير طويلة، أو يضطرون للقيام بجولة على الأفران، للحصول على كميات قليلة من الخبز. ويقول سكان في مدينة القصير، إن السلطات منعت عنهم الغاز. كما يقول سكان احياء اخرى مثل حى الخالدية ان السلطات قامت بقطع الكهرباء والمياة في أحياء أخرى معروفة بمعارضتها للنظام السوري وذلك في اطار عقاب جماعي للسكان. ومع تجنب الكثيرين المرور عبر الحواجز الأمنية المنتشرة في أحياء حمص وريفها، خشية الاعتقال العشوائي، أو التعرض للقنص من قناصين منتشرين في أماكن كثيرة مجهولة أو الخوف من إطلاق نار عشوائي من أحد الحواجز القريبة، أصبحت المدينة مقطعة، ما زاد الضغط على أفران معينة، في حين بقيت أحياء أخرى من دون أفران، كحي البياضة حسب ما يؤكد ناشطون. ويتهم سكان من مدينة حمص، الحكومة السورية بتعمُّد تقليص يوم العمل في الأفران العامة التابعة للحكومة، وتقليل توريد كميات الطحين إليها، ما سبب في تراجع كميات الإنتاج بشكل كبير، كما حدث لأحد مخابز حي الخالدية، الذي تقلص فيه العمل من 10 ساعات إلى أربع ساعات عمل يومياً. وأفادت مصادر من المدينة أن مخابز عديدة بات أصحابها يرفضون العمل بعد تعرض مناطقهم لإطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن عدة مرات. إلى ذلك، قال مسؤولون في الاممالمتحدة إن المنظمة الدولية تراجع أعداد قتلى أعمال العنف في سورية، وإنها بصدد إصدار تقرير جديد يشير الى ان عدد القتلى في سورية تجاوز خمسة آلاف شخص، غالبيتهم من المدنيين. وكانت التقديرات الاخيرة للأمم المتحدة أشارت إلى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف شخص، غير ان اعمال العنف في الشهرين الماضيين مع تصاعد تسلح المعارضة واستمرار الرد العنيف من قبل السلطات، أدى الى ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير.