حضور الدراما السعودية اللافت خلال الأعوام الماضية لم يشفع لها لمنافسة نظيرتها الكويتية، كون الأخيرة تفوقت بالتنوع في الطرح، عكس ما يمارسه مسيرو الدراما في السعودية، الذين تقوقعوا على الكوميديا، التي تطاولها انتقادات موسمية. ويظهر تفوق الكويتيين في مجال الدراما بظهور جل أعمالهم على قنوات عربية عدة، إذ لا يخلو موسم من إثارتهم للرأي العام بأعمالهم، وهذا ما حدث أخيراً مع مسلسل «أمس أحبك وباجر وبعده»، لكنهم يواصلون حضورهم الطاغي في مجال التمثيل، بخلاف المسلسلات في بقية دول المجلس الأخرى، التي تكون غائبة عن المشهد الرمضاني، باستثناء الأعمال السعودية الحاضرة بمسلسلات كوميدية عدة، وعمل أو عملين تراجيديين فقط. ويبدو أن مستوى الدراما الكويتية ثابت منذ أعوام طويلة، بينما الأعمال السعودية متذبذبة في عددها وحضورها، فقبل عامين شهدت المملكة تصوير 18 عملاً، وفي العام الحالي اقتصرت على ستة أعمال، ما يدل على أن هناك فوارق بينهما. يقول رئيس قسم الفن في صحيفة «الأنباء» الكويتية مفرح الشمري: «الدراما الكويتية تعتبر الرائدة في المنطقة بشكل واضح، لذلك نجد مقارنتها بنظيرتها السعودية فيها ظلم كبير للأولى، لأن المسلسلات الكويتية منفتحة على الجميع، وتناقش قضايا محلية وخليجية وعربية بأسلوب جريء لتقديم رسالة هادفة من أعمالها التي تنتجها»، مؤكداً أن الدراما الكويتية تعرف كيف تسوّق لأعمالها في الخارج، الأمر الذي يغيب عن الدراما السعودية في الوقت الحالي. ويضيف ل«الحياة»: «مستوى الدراما السعودية متوسط، ويحتاج إلى دعم من المسؤولين لمعالجة النقص الذي تعاني منه، مثل عدم توافر النص الشامل، وقلة دعم الشباب السعودي الموهوب فنياً، والجرأة في اختيار النصوص وتنفيذها بشكل صحيح حتى تستطيع منافسة الدراما الكويتية». ويتابع: «الدراما السعودية لا تزال تعاني من قلة الانتشار بسبب القضايا التي تطرحها، ففي الغالب تختص في الشأن السعودي، وهناك محاولات من عدد من المنتجين للخروج من مأزق المحلية، إلا أنها تبقى محاولات تعد على الأصابع، ومع ذلك نجد هجوماً كبيراً عليها من بعض فئات المجتمع الذين ينفون ما تناقشه الأعمال الدرامية السعودية، لأنه بعيد عن الواقع مع أنه في بعض الأحيان يكون واقعياً، وهذا يجعل المنتجين لا يتلقون أي دعم حكومي، ما يتسبب في تقاعسهم عن الإنتاج، خصوصاً أن أعمالهم لا تعرض على الشاشة السعودية، على رغم التكاليف الكبيرة التي صرفوها على تلك الأعمال المكتوبة بشكل صحيح ومتزن، ونادراً ما يتقبلها المشاهد السعودي، وحتى لو فكروا في ترويج أعمالهم خارج المملكة لا تجد أية قناة تعرضها، لأنها تناقش قضايا تخص المجتمع السعودي». وليس الشمري وحده الذي يؤكد تفوق الدراما الكويتية على السعودية، إذ يرى الممثل السعودي سلطان الفرج أنه لا توجد مقارنة بينهما، كون الكويتية متقدمة بمراحل عدة على الأولى. ويقول الفرج ل«الحياة»: «لا توجد تسهيلات مقدمة للمنتج أو الممثل السعودي في بلاده، وعدد من المنتسبين للدراما في المملكة يعانون من قلة التعاون من الجهات الحكومية والخاصة، حتى جمعية المنتجين السعوديين لا دور لها في مساعدة المنتسبين إليها». ويضيف: «نحن بصفتنا ممثلين سعوديين في حاجة ماسة إلى دعم مادي ومعنوي للارتقاء بالدراما السعودية، لاسيما وأن بلادنا تمتاز بالقصص الدرامية والتاريخية، ما يعود بالنفع على المجتمع في بلادي»، مشيراً إلى أن الممثل السعودي يمتلك الموهبة، «وهناك ممثلون شاركوا في أعمال خليجية وحققوا نجاحاً كبيراً، وأسندت إليهم البطولات ونالوا الجوائز، لكنهم في بلادهم يفتقدون أموراً عدة، ربما تتسبب في موت موهبتهم». ويذكر الفرج الذي شارك في أعمال كويتية عدة، أن الدراما بالكويت تحظى بالدعم من جميع الجهات الحكومية والخاصة، يقول: «لا يجد المنتج صعوبة في تصوير أعماله، وكذلك الممثل له مكانة اجتماعية، تساعده في الاستمرار في حل قضايا مجتمعه. للأسف هذا ما نفتقده في الدراما السعودية».