تكثفت حركة السفراء المعتمدين لدى لبنان في أكثر من اتجاه أمس، وكانت محطتها الأولى في وزارة الخارجية، إذ استدعى الوزير جبران باسيل سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وعقد معهم جلسة محادثات تم خلالها البحث في موضوع إقامة مخيمات للنازحين السوريين على الحدود، كما شرح سياسة الحكومة وكيفية التعاون في هذا الإطار. وأشارت أوساط الخارجية إلى أن السفراء اطلعوا من باسيل على خرائط انتشار السوريين على كامل الأراضي اللبنانية واستمعوا منه إلى مخاطر هذا الانتشار بالأعداد الكبيرة المتزايدة، وإلى أن باسيل طالبهم بإبلاغ دولهم «ضرورة العمل على تأييد سياسة الحكومة الجديدة إقامة تجمعات سكنية للنازحين على الحدود أو في مناطق آمنة. وتحويل المساعدات الدولية إلى الدولة اللبنانية بمؤسساتها المعنية، لأن مد النازحين بالمساعدات يزيد أعدادهم في لبنان ويزيد من الأعباء على الدولة». كما استدعى باسيل السفيرَ السوري على عبد الكريم علي، وبحث معه موضوع النازحين. وقال باسيل: «اللقاء مع السفير السوري هو بداية حديث رسمي في موضوع النازحين السوريين من أجل إعادتهم إلى سورية، وهذا الأمر يدخل ضمن سياسة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، إذ لا يمكنه أن يحل قضية النازحين بنفسه من دون أن يناقش الأمر مع السلطات السورية لكي تتحمل المسؤولية في هذا المجال». أما السفير علي، فأوضح أن اللقاء «تركز على العلاقة بين البلدين وعلى أوضاع النازحين وعلى العرض الذي تطرحه سورية باستمرار لمعالجة أوضاعهم والتنسيق بين الدولتين والحكومتين لإيجاد المخارج التي تضمن حق السوري في العودة إلى وطنه في كل الشروط المناسبة والممكنة. وكان تجاوب الوزير باسيل كبيراً». وقال: «طلبنا أن تكون هناك تسهيلات لمن عليهم مترتبات في الإقامة لكي يتيسر لأعداد غير قليلة من السوريين العودة إلى المناطق التي جاؤوا منها أو المناطق الأكثر أماناً. نحن على تواصل مع الوزير باسيل ومع الحكومة اللبنانية وإن شاء الله تكبر المخارج ويثمر التنسيق نتائج إيجابية». وأكد أن «السفارة أبوابها مفتوحة، وسورية برئاستها وحكومتها وجيشها معنية بتوفير المخارج والحلول لجميع الذين يعودون إلى وطنهم. وأهم شروط هذه العودة كما قلنا هو البراءة من هذا الإرهاب والتعاون في مواجهة تمويله وتسليحه، وهكذا تقصر المسافات أكثر على لبنان وسورية والأردن والمنطقة كلها». وعما إذا كان هناك من خطة عملية لعودتهم إلى سورية، قال: «إن الخطة العملية قائمة. سورية رحبت ولا تزال، وستبقى والعلاقة الأخوية بين البلدين، نحن نحرص عليها أشد الحرص. نحن جاهزون والسوريون راغبون في العودة، لذلك يجب أن يكون التنسيق والتعاون قائما بين الدولتين والحكومتين والتكامل بين الجيشين أيضاً يجعل ساحة التحرك للإرهاب أضيق وأصعب وبالتالي تكون الحلول أسرع وتنعكس إيجاباً في كل الاتجاهات». قيل له: هل ستوافقون على إقامة مخيمات على الحدود لهؤلاء؟ اجاب: «كلا، نحن ضد إقامة المخيمات، وسيتمكن السوريون من العودة، لا سيما أن سورية هي بلد واسع وكبير وفيه مجال لاستيعاب كل أبنائه، لذلك سورية هي الأرض والدار والمكان الذي يؤمن للسوري حاجاته وأظن أن القادم فيه بشائر خير». وكان باسيل، التقى السفير الإيراني محمد فتح علي الذي قال: «تحدثنا بشكل مسهب حول مختلف التطورات السياسية المحلية منها والإقليمية ونحن نعول على الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مجال سياساتنا الخارجية، ونعتبر أن لبنان الشقيق يتمتع بموقع مميز في هذه المنطقة، وهو بلد نموذجي، وكما تعرفون فإن ايران تولي عناية خاصة للمحافظة على سيادة لبنان وهدوئه وأمنه واستقراره». وأصاف: «لدينا قناعة راسخة بأنه ينبغي علينا أن نبني جسور التواصل البناء مع كل التيارات الفاعلة والمؤثرة في الساحة اللبنانية». وعن الاستحقاق الرئاسي أجاب: «هذا الاستحقاق لبناني بامتياز مئة في المئة وكل ما يجمع عليه اللبنانيون الأعزاء نحن نؤيده». وفي الشأن الديبلوماسي أيضاً، عرض رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع السفير الأميركي ديفيد هيل في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان الأوضاع والمستجدات الراهنة في لبنان والمنطقة. والتقى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي الذي سيغادر لبنان الأسبوع المقبل إلى الأممالمتحدة، مستطلعاً «الأجواء الأمنية وأجواء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في لبنان». إلى ذلك عرض رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة مع السفير الروسي ألكسندر زاسبكين الأوضاع العامة.