نقلت صحيفة هأرتس الإسرائيلية عن صحيفة "الجريدة" الكويتية أن التسريبات الإعلامية حول درس إمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى إيران مصدرها كل من رئيس جهاز الأمن العام الداخلي السابق (الشباك) يوفال ديسكين ورئيس جهاز الإستخبارات الخارجية السابق (الموساد) مئير داغان الذين عملوا على تجنيد صحافيين معروفين في إسرائيل لتسريب معلومات خاطئة بمعظمها وذلك بهدف توجيه ضربة سياسية لكل من نتانياهو وباراك. وشرحت الصحيفة أن الدافع وراء هذه الضربة سببه نقمة كل من ديسكين الذي أراد أن يتسلم رئاسة الموساد بعد داغان، والذي أراد بدوره أن يبقى سنتين اضافيتين في منصبه، الأمر الذي رفضاه كل من باراك ونتانياهو. الحملة الإعلامية لم تقتصر فقط على تجنيد الصحافيين، حيث عمل الإثنين على تجنيد سياسيين ابرزهم زعيمة المعارض تسيبي لفني التي اتهمت كل من نتانياهو وباراك بالقيام ب"المغامرة والمقامرة على مصلحة الأمة" و توجهت إلى كل من نتانياهو و باراك بالقول "استمعوا إلى نصيحة القيادات العسكرية و الأمنية". أما عن سبب إنضمام ليفني لهذه الحملة فهو بدفع التأثير على مستقبل نتانياهو السياسي وإستبداله بشخصية أخرى، علماً أن حملة ممثلة أدت إلى خسارته في إنتخابات 1999 أمام باراك. هذه التسريبات تقلص من جدية الخطوة بتوجيه ضربة إلى إيران، وترجح كونها جزء من الصراع الداخلي الإسرائيلي، إلا أن طلب نتانياهو من رئيس الشاباك الحالي يرام كوهين بإجراء تحقيق واسع حول التسريب بالتزامن مع تقارير سرية إسرائيلية عن أن "الترتيب والإعداد والتدريب لضرب منشأت إيران النووية تخطت مرحلة الورق والمداولات وانتقلت إلى حيز التنفيذ" تعيد خلط الأوراق من جديد. في الإطار عينه إعتبر الكاتب يوسي ياشوا في صحيفة يدعوت احرونوت أنه في حل اقدمت إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران "سيترتب علينا التعامل مع وجود 10 طيارين اسرائيلين مأسورين في إيران، وليس جندياً واحداً في قطاع غزة". وأضاف الكاتب في مقاله بعنوان "إيران قصة مختلفة" أنه بالرغم من حيازة إسرائيل على خبرات واسعة في مجال استهداف مفاعل نووية كما حصل في العراق وسورية، إلا أنه في الحالة الإيرانية، ستخاطر اسرئيل بعدد كبير من طائراتها ومن المرجح أن لا أن يعود معظمها. بالإضافة إلى ذلك، وجود معظم المفاعل النووية الإيرانية في مواقع محصنة و مجهزة بأنظمة دفاعات جوية متطورة يجعل من الخطوة مغامرة دون جدوى في حال لم تتمكن من تدمير المفاعل تدميراً كاملاً بدلاً من تأخير عملها لبضعة سنوات. من جهته أشار آري شافيت في صحيفة هارتس أن على النقاش الداخلي في إسرائيل حول صوابية توجيه ضربة عسكرية إلى إيران أن يكون حول مدى جهوزية إسرائيل نفسها للإقدام على هذه الخطوة، وطرح الكاتب العديد من الأسئلة في هذا الإطار،و قال "هل ادارت إسرائيل الصراع بحكمة وقلصت الإحتلال و أمنت إستقرار الحدود؟ هل تمكنت إسرائيل من كسب تعاطف العالم للقيام بهذه الخطوة؟ هل تمكنت من توحيد الأمة؟ وهل جهزت الجبهة لداخلية لتداعيات هذه الخطوة؟ وهل إسرائيل جاهزة أمام تحدٍ يعد الأخطر والأكثر مصيرياً منذ انشائها في 1948 ؟ وختم الكاتب بالقول أن نتانياهو وباراك لا يهلوسان حين يدرسون خطوة كهذه بجدية، فالعقلية التي تحكمهم مستندة على المعطيات التالية : إذا هاجمنا إيران الأن التداعيات ستكون دراماتيكية لما قد نواجهه من حرب مصيرية مع إيران، و حرب تلقائية مع كل من حماس و حزب الله أما إذا أخرنا الهجمة فالتداعيات ستكون التعايش مع دولة تملك قنبلة نووية مما سيغير حياتنا إلى الأبد و سيقلص فترة وجودنا.