فاجأ رئيس جهاز (الموساد) الإسرائيلي تامير باردو الجميع عندما ألمح أمام اجتماع حضره 100 سفير إسرائيلي الثلاثاء الماضي الى أنه يرى أن امتلاك إيران للسلاح النووي لا يشكل بالضرورة تهديداً وجودياً لإسرائيل. وبحسب ثلاثة من السفراء الحاضرين أكد باردو أن إسرائيل تبذل كل جهد مستطاع لإحباط البرنامج النووي الإيراني وستستمر بجهودها هذه، إلا أنه إذا ما تمكنت إيران من صناعة القنبلة النووية فإن هذا لا يعني أن وجود إسرائيل سيكون في خطر. وتساءل رئيس الموساد خلال الاجتماع قائلاً "ماذا يعني مصطلح تهديد وجودي ؟. هل إيران تشكل تهديداً حتمياً لإسرائيل؟ وإذا الجميع يعتقد بأن حصول إيران على القنبلة النووية يعتبر خطراً وجودياً فهذا يعني أنه يجب علينا إغلاق المتجر والذهاب الى المنزل. أن الوضع ليس هكذا، ويبدو لي أن الكثير يستخدمون مصطلح الخطر الوجودي في غير مكانه". وقال أحد السفراء الذين حضروا الاجتماع "لقد تحدث باردو بوضوح عن أنه لا يرى في إيران النووية خطراً داهماً على إسرائيل". وبحسب السفراء أيضاً لم يتطرق رئيس الموساد عن احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران. وبحسب صحيفة هآرتس فقد جاءت أقوال باردو هذه بعد النقاش الجماهيري الشعبي الذي جرى خلال الأشهر الأخيرة حول احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران. وخلال هذا النقاش قال الرئيس السابق للموساد مائير داغان أنه لا يجب على إسرائيل استخدام القوة إلا إذا وصلت السكين الى رقبتها. كما هاجم داغان حينها رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك يعملون على دفع الرأي العام لتأييد ضرب إيران عسكرياً رغم الآثار الكارثية المترتبة على خطوة كهذه. وكان رئيس الوزراء نتنياهو اعتبر منذ سنوات البرنامج النووي الإيراني خطراً وجودياً على إسرائيل، وشبه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالديكتاتور النازي أدولف هتلر، وقال إنه يجب التصرف مع إيران كما تم التصرف مع ألمانيا النازية العام 1938 عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية. أما وزير الحرب باراك فقد صرح في ابريل/نيسان من العام 2010 بأن إيران "لا تشكل خطراً حالياً، ولكن يمكن أن تكون كذلك في المستقبل".