تل ابيب - يو بي أي- أوضح رئيس الموساد السابق مائير داغان أن تحذيره العلني بأن هجوما عسكريا ضد إيران لن يوقف تطوير برنامجها النووي وإنما سيؤدي إلى دخول إسرائيل في حرب إقليمية نابع من خشيته من إقدام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك على مغامرة من خلال مهاجمة إيران. ونقلت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" اليوم الجمعة عن داغان قوله في محادثات مغلقة أمس إنه "قررت التحدث لأنه عندما كنت في منصبي أنا وديسكين (رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين) وأشكنازي (رئيس أركان الجيش السابق غابي أشكنازي) كان بإمكاننا كبح أي مغامرة خطيرة، والآن أنا أخشى من أنه ليس هناك من يمكنه وقف بيبي (أي نتنياهو) وباراك". وكان داغان قد قال خلال خطاب ألقاه في جامعة تل أبيب الاربعاء الماضي"إنني لا أعرف خطة لمهاجمة إيران في العام 2011 أو 2012" وأن "مهاجمة إيران ستؤدي إلى حرب إقليمية ويهمني أن أعبر عن آرائي ولست مستعدا أن يتحمل ضميري ما حدث في العام 1973" في إشارة إلى إخفاق إسرائيل في حرب تشرين. وأدى نشر أقوال داغان في جامعة تل أبيب أمس إلى ردود فعل غاضبة من جانب وزراء إسرائيليين اتهموه ب"الثرثرة" وبأن اقواله تمس بالردع الإسرائيلي ضد إيران وستعرقل الدفع باتجاه عقوبات ضدها. لكن المحللين الإسرائيليين أكدوا اليوم أن داغان ليس الوحيد الذي يخشى من إقدام نتنياهو وباراك على مغامرة. وكتب كبير المعلقين في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أن ديسكين وأشكنازي وأيضا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين يتفقون مع داغان على انتقاداته لنتنياهو وباراك. وأضاف برنياع "لا توجد هنا زمرة عسكرية تآمرت ضد القيادة الحالية وإنما يوجد هنا أشخاص اطلعوا بصفتهم مسؤولين أمنيين على أكثر أسرار الدولة سرية واشتركوا في أكثر المداولات سرية مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع". ورأى أن أقوال داغان هي "شهادة مثيرة للقلق" خصوصا وأنه "كرر كلمة بكلمة بأقواله المعلنة ما قاله للصحفيين خلال لقائه معهم في يوم نهاية ولايته في الموساد... ما يعني أنه متابع، ووفقا لوتيرة إدلائه بالأقوال فإنه بالإمكان أن نفهم أنه قلق أيضا". وأوضح برنياع أنه لا ينبغي الحكم على داغان، الذي دعا أيضا إسرائيل إلى تبني مبادرة السلام العربية، على أنه يساري أو يميني "فهو مثل معلمه وقدوته أرييل شارون يؤمن بأن على إسرائيل أخذ زمام المبادرة... بينما نتنياهو يفضل عدم المخاطرة ويبقي المبادرة للآخرين وباراك يدعمه". وأضاف أن "داغان مثل آخرين من أبناء جيله يعيش صدمة إخفاق (حرب) يوم الغفران ومثل آخرين من ابناء جيله أيضا يشعر أن من خلَفه وخلف زملائه (ديسكين وأشكنازي) ليسوا أقوياء كفاية وليس لديهم التجربة الكافية لوقف الانهيار". من جانبه رأى المحلل السياسي في "هآرتس" ألوف بن أن أقوال داغان وضعته في منصب جديد وهو "رئيس المعارضة" بدلا من رئيسة حزب كديما تسيبي ليفني. وأضاف أنه "بعد عامين سيطر خلالهما نتنياهو على الرسالة السياسية الخارجة من إسرائيل جاء أخيرا من يقف أمامه ويحذر الجمهور من المخاطر الكامنة في القيادة 'الفاقدة للرؤيا والمسؤولية'" على حد قول داغان في جامعة تل أبيب. وكتب بن أن داغان هو "أكثر شخص يذكر بشارون الزعيم الذي حظي بأكبر شعبية خلال الجيل الأخير".