لندن، دمشق، القاهرة - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - في الوقت الذي كانت وكالة الانباء السورية (سانا) تعلن، في «خبر عاجل» مساء امس توصل دمشق الى اتفاق مع اللجنة الوزارية العربية على «الورقة النهائية» لخطتها لحل الازمة في سورية، على ان يتم الاعلان الرسمي لذلك في مقر الجامعة العربية في القاهرة في اجتماع اليوم الاربعاء، أكد مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية ل «الحياة» أن الجامعة لم تتلق ردا سوريا على ورقتها. في موازاة ذلك، اعلنت الولاياتالمتحدة امس انها ترحب بجهود المجتمع الدولي لانهاء العنف في سورية، لكنها قالت انها ما زالت تعتقد بان الرئيس بشار الاسد يجب ان يتنحى. وفي الدوحة، أكدت مصادر متطابقة أن الوفد السوري الذي زار قطر قبل يومين واجتمع مع لجنة الجامعة العربية «لم يرد أثناء وجوده في الدوحة» على « ورقة الجامعة»، واشارت الى أن الوفد ناقش بنود الورقة مع اللجنة وأبدى ملاحظات واعتراضات، كما قدم رؤيته في شأن الاوضاع في سورية. وقالت مصادر عربية شاركت في الاجتماع إن التوقعات كانت تشير الى أن دمشق ستبلغ ردها على الورقة بعد عودة الوفد الى دمشق بعد تحديد الموقف النهائي للحكومة السورية. وعلمت « الحياة» أن موضوع اجتماع الحكومة السورية مع المعارضة في القاهرة، كما جاء في الورق العربية، كان محل اعتراض حكومي سوري. وقال المصدر مطلع ان دمشق تريد أن يتم الاجتماع في سورية. وعلم أنه جرت مناقشة في شأن اطلاق «المعتقلين السياسين» التي تتضمنها الورقة العربية، لكن الوفد السوري رأى أن يكتفى بكلمة «المعتقلين» من دون الاشارة الى كلمة «السياسيين». في حين أن موضوع النص على رفض التدخل الخارجي كان محل اتفاق بين الوفد السوري واللجنة. ولفت بعض المصادر الى حدوث ما يشبه «ملاسنة» بين الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ومندوب سورية لدى الجامعة يوسف الأحمد. وقال المصدر إن العربي قال ان اللجنة العربية ستقدم تقريرا الى الاجتماع الوزراي العربي اليوم في القاهرة، فرد الاحمد على الفور مستغربا التعجل في احالة الموضوع على اجتماع القاهرة. وعلم أن الوفد السوري تحدث أيضا عن ضرورة «وقف الحملات الاعلامية». وفيما قال بعض المصادر العريية أن الوفد السوري «الكبير» بدا « مرتبكا». ولاحظ أن وزير الخارجية وليد المعلم ومستشارة الرئيس بثينة شعبان جلسا الى جوار بعضهما في قاعة الاجتماع مع وفد اللجنة العربية، في حين جلس أعضاء الوفد خلفهما، وكأن رئاسة الوفد السوري « ثنائية». ورأت المصادر أن «حسم المواقف سيتم في القاهرة اليوم سواء قبيل عقد الاجتماع أو في قاعة الاجتماعات». وشددت على أن «المسألة دخلت مرحلة الحسم» بين الجامعة والحكومة السورية، وان لا خيار سوى «احترام تطلعات الشعب السوري المشروعة في التحول الديموقراطي والاصلاح الحقيقي». وفي القاهرة، أكد مصدر ديبلوماسي أن الجامعة ما زالت في انتظار الرد السوري على ورقتها في اجتماع وزراء الخارجية غير العادي الذي يعقد عصر اليوم في مقر الجامعة. وقال إنه «جرى بحث ونقاش مع الوفد السوري إلى العاصمة القطرية في خطة العمل العربية»، التي تركز على وقف العنف وسحب الآليات العسكرية من المدن والشوارع وتحديد آلية للتأكد من ذلك عبر السماح لوفود عربية حقوقية وسياسية وإعلامية بدخول سورية. وقال المصدر إن الوزراء العرب سيناقشون الرد السوري الذي أعلن أنه سيعرض على الاجتماع المرتقب، وسيتخذون قرارات بناء عليه، ولن يتم استباق الردِّ بأي حال. وقال إن كل الخيارات مفتوحة أمام الوزراء، وان استبعد قرار تجميد العضوية أو تعليقها. وكان الأمين العام للجامعة صرح بأن اللجنة العربية ومجلس الجامعة سيجتمعان لتقويم الموقف، مشيرا الى انه من المفترض ان يصل الرد السوري الى الاجتماع الوزاري العربي اليوم. لكن مصدرا ديبلوماسيا عربيا مطلعا افاد بأنه ليس مؤكدا وصول الرد السوري إلى اجتماع اليوم، ولا مستوى المشاركة السورية فيه، خصوصاً أن الاجتماعات الأخيرة رأس الوفد السوري فيها السفير في القاهرة. واوضح أن وزراء الخارجية سيستمعون إلى تقرير رئيس اللجنة الوزارية رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم عن نتائج لقاءاتها في دمشقوالدوحة، مشيراً إلى أن التقرير سيتضمن وقائع محددة وسيركز على ما حصل في منتهى الوضوح والدقة، حتى يمكن للوزراء أن يتخذوا قرارهم. واضاف أنه ليس بالضرورة التوجه نحو تجميد عضوية سورية في الجامعة، في حال عدم ردها على الاقتراحات العربية.