يشعر المهندسان الكهربائيان الشابان محمد الريماوي ومحمد منصور بالغبطة والفخر وهما يقفان الى جانب ماكينة صغيرة تقص بمساعدة أشعة «بلازما» المعادن لتخرج أشكالاً جميلة من الورود والكلمات، من بينها كلمة «الله» كُتبت بخط جميل. ولا يسع المتجول في «معرض مبادرات خريجي جامعات قطاع غزة»، الذي احتل فيه الريماوي ومنصور وماكينتهم المبتكرة الأولى في العالم العربي، إلا أن يقول الله لهذا الابداع الشبابي. وبنشاط لافت وابتسامتين عريضتين سارع المهندسان المتخرجان في كلية الهندسة في الجامعة الاسلامية في غزة الى تشغيل الماكينة «الاختراع» ل»الحياة» وشرعا في قص قطعة معدنية مستطيلة مثبتة على قاعدتها، بعدما أوعزا لجهاز حاسوب القيام بالمهمة.وأرسل رأس مدبب يشبه قلم رصاص عريض شعاعاً أزرق معلناً بدء عملية قص مبرمجمة كومبيوترياً. ويشرح منصور والريماوي، المتحدران من بلدة بين ريما قضاء رام الله، ل»الحياة» كيفية تفريغ المعدن من قطع وضعاها على مائدة أمامهما بعدما رسماها عبر جهاز الحاسوب. وقال الصديقان الشريكان في تصميم الماكينة التي بلغت كلفتها تسعة آلاف دولار إنهما ينويان استغلال مشروعهما تجارياً وأنهما أسسا شركة خاصة بهما لهذا الغرض. وحصل المصممان على تمويل قدره ثلاثة آلاف دولار من شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية التي تنفذ مشروع المبادرات الشبابية وإيجاد فرص عمل للخريجين الجدد بتمويل من اليابان عبر برنامج الأممالمتحدة الانمائي (UNDP/PAP). وعلى بعد خطوات من الريماوي ومنصور في قاعة مركز الشوا الثقافي في غزة، وقف الخريجون في جامعة الأزهر محمد العايدي وجهاد جرغون وعبدالله عرفات وشادي الفقعاوي أمام شاشة حاسوب يستعرضون مشروع توليد الطاقة الكهربائية من طاحونة هواء تشبه الى حد كبير نظيراتها الهولندية. وقال جرغون ل»الحياة» إن الطاحونة، البالغة كلفتها 1300 دولار، تولد تياراً تراوح قوته بين كيلو وات الى ثلاثة، يصلح لإنارة منزل صغير في حال انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يحدث مراراً وتكراراً في القطاع ويمتد ساعات طويلة. وتمول شبكة المنظمات الأهلية المشروع الذي ينوي المهندسون الأربعة تطبيقه في مبان جديدة لجامعة الأزهر يتم بناؤها حالياً في قرية المغراقة جنوب مدينة غزة. وقال مدير الشبكة أمجد الشوا ل»الحياة» إن قيمة التمويل الياباني تبلغ 625 الف دولار، تم تخصيص 140 الفاً منها نحو 78 مبادرة شبابية، والبقية لإيجاد فرص عمل للخريجين الجدد. وكانت الشبكة افتتحت المعرض أمس ضمن «مشروع تمكين الشباب وايجاد فرص عمل»، بحضور رئيس مجلس ادراتها محسن أبو رمضان والممثل الخاص للمدير العام لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي فروده مورينغ وممثلة السفارة اليابانية مي ابو كميل وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والاهلية. وقال أبو رمضان خلال الافتتاح إن «المشروع يأتي في إطار فلسفة الشبكة الهادفة الى تنمية قدرات الشباب التنموية والإنسانية اعتماداً على توسيع خبراتهم وتمكينهم». ووصف المشروع بأنه «يتسم بالنوعية» من خلال شراكة بين المنظمات الدولية والمحلية «مبنية على تحديد احتياجات برامج التمكين والتطوير».