أكد الأمين العام لمنظمة «أوبك»، عبد الله البدري، على هامش مشاركته في مؤتمر للنفط في طهران أمس، أن الدول المستهلكة والمنتجة «مرتاحة» في ظل أسعار النفط الحالية، وعبر عن أمله في أن تتوصل الدول الأعضاء إلى توافق في شأن سقف الإنتاج في اجتماع المنظمة المقرر خلال كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقال: «سعر 100 دولار مريح للدول المستهلكة والمنتجة، ومن غير المتوقع أن ينخفض سعر الخام حتى نهاية العام الحالي. آمل في أن يكون هناك اتفاق على هدف إنتاج أوبك في الاجتماع المقبل». واستعبد البدري بحث تحديد حصة لإنتاج العراق من الخام قبل نهاية عام 2012. ونسبت وكالة «رويترز» إليه قوله: «لا أعتقد أن حصة إنتاج العراق من الخام ستكون محل نقاش من جانب وزراء أوبك حتى نهاية 2012». من جانب آخر، رأى وزير النفط الإيراني، رستم قاسمي، أن أسعار الخام العالمية الحالية «جيدة» وتوقع أن تستقر الأسعار من دون تغيير حتى آذار (مارس). وقال في مؤتمر صحافي: «أسعار النفط الحالية جيدة، لا نتوقع أن تتغير الأسعار خلال الشتاء». وكشف مسح أجرته وكالة «رويترز»، عن تراجع إنتاج «أوبك» من النفط للشهر الثاني على التوالي في تشرين الأول (أكتوبر) نتيجة تقليص العراق ونيجيريا والسعودية وأنغولا الإمدادات لتعويض ارتفاعها من ليبيا. وسجل العراق أكبر انخفاض للإنتاج في تشرين الأول بين أعضاء «أوبك» بعدما سجلت صادراته ارتفاعاً حاداً في أيلول (سبتمبر). ومن بغداد، أعلن رئيس «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو)، فلاح العامري، أن صادرات العراق من النفط بلغت 2.088 مليون برميل يومياً في تشرين الأول مقارنة ب2.101 مليون برميل في أيلول. وأشار إلى إن الصادرات تشمل 1.628 مليون برميل يومياً من البصرة و460 ألف برميل يومياً من الحقول الشمالية بما في ذلك ثمانية آلاف برميل يومياً تشحن بالصهاريج إلى الأردن. وقال: «كنا نتوقع مستوى صادرات أعلى من الشهر السابق لكن الطقس السيء حول موانئ البصرة في الأيام الستة الأخيرة قلص الصادرات». وأوضح أن متوسط سعر البيع الرسمي بلغ 104 دولارات للبرميل. الأسعار في تعاملات الأسواق، تراجعت أسعار خام القياس الأوروبي، مزيج «برنت»، في المعاملات الآجلة أكثر من دولارين للبرميل نتيجة مخاوف من خروج أزمة ديون منطقة اليورو عن السيطرة بعد إعلان اليونان المفاجئ إجراء استفتاء على حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي. وتراجعت أسعار «برنت» في المعاملات الآجلة للعقود تسليم كانون الأول بواقع 2.07 دولار إلى 107.49 دولار قبل أن تتعافى قليلاً إلى 107.60 دولار. كما تراجع الخام الأميركي الخفيف أكثر من دولارين نتيجة مخاوف المستثمرين، وهبط سعر عقد كانون الأول 1.81 دولار إلى 91.38 دولار للبرميل. مؤتمر أبو ظبي إلى ذلك، شدد مشاركون في مؤتمر «أسواق الطاقة العالمية: متغيّرات في المشهد الاستراتيجي» الذي ينظمه «مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية» في أبو ظبي، على ضرورة أن تعزز الدول المنتجة للنفط طاقاتها الإنتاجية لمواجهة الطلب المستقبلي المتنامي على النفط، على رغم حالة عدم اليقين التي تسود أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي. وأكد ممثل دولة الإمارات في منظمة «أوبك» علي عبيد اليبهوني أن النفط سيبقى لاعباً أساسياً في أسواق الطاقة، وقال: «الوقود الأحفوري سيستمر في تشكيل أكثر من 80 في المئة من العرض العالمي بحلول عام 2035، مدفوعاً بتوقعات النمو العالمي بمعدل 3.4 في المئة خلال العقود المقبلة حتى عام 2035». وأكد أن دولة الإمارات ستواصل الاستثمار في قطاعات الصناعة الهيدروكربونية وفي زيادة قدرتها الإنتاجية من النفط والغاز، إضافة إلى التوسع في صناعة البتروكيماويات والتكرير. وأوضح أن مستويات أسعار النفط تعزز قدرة الدول المنتجة، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار حالياً فوق مئة دولار للبرميل يعزى إلى المضاربة. واعتبر المدير العام ل «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، جمال سند السويدي أن الهدف من عقد المؤتمر هو التعرف الى التحديات الجديدة التي تواجه أسواق الطاقة والوقوف على مستقبلها في ظل تطورات سياسية واقتصادية عميقة يشهدها العالم وفي ضوء الاضطرابات والتحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.