اتهمت أربعة أحزاب مغربية وزير المال رئيس «تجمع الأحرار» صلاح الدين مزوار بالقيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها، ما بدا مؤشراً إلى التنسيق محلياً بين أحزاب «الكتلة الديموقراطية» و «حزب العدالة والتنمية» الإسلامي في مواجهة التجمع الذي يضم أحزاباً يمينية. وأصدر مسؤولون في «الاستقلال» و «الاتحاد الاشتراكي» و «التقدم والاشتراكية» و «العدالة والتنمية» في مدينة مكناس شمال العاصمة الرباط، بياناً قال إن مزوار «انتهك مدونة الانتخابات» عبر تنظيم ولائم للتأثير على الناخبين، وحضوا السلطات المحلية على «اتخاذ الإجراءات التي تكفل نزاهة وحياد العملية الانتخابية في الإقليم». ودخل رئيس الحكومة زعيم «الاستقلال» عباس الفاسي على الخط عندما تحدث أمام المجلس الوطني لحزبه نهاية الأسبوع الماضي عن قيام فاعليات حزبية بحملات انتخابية سابقة لأوانها. ونقل عنه القول في إشارة إلى وزير المال: «من يرشح نفسه ليكون رئيس الحكومة المقبلة، نظم مأدبة ضمت أكثر من 600 شخص». وردّت مصادر «تجمع الأحرار» قائلة ان الحدث «كان يتعلق باجتماع لعرض الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي للحزب». وكان لافتاً أن الفاسي دافع عن «العدالة والتنمية»، موضحاً أنه يتقاسم مع حزبه «ثوابت المرجعية الإسلامية»، ما اعتبره مراقبون تلويحاً غير مباشر لناحية إمكان قيام تحالف بين الحزبين اللذين تشير استطلاعات رأي إلى إمكان حيازتهما أوضاعاً متقدمة في الانتخابات الاشتراعية في الخامس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. غير أن ظروف هذا التحالف «لم تنضج بعد»، وفق مصادر حزبية، خصوصاً أن «الاستقلال» و «الاتحاد الاشتراكي» و «التقدم والاشتراكية» سيعرضون الأربعاء خطة عمل مشتركة ضمن تحالف «الكتلة الديموقراطية». لكن زعيم «الاتحاد الاشتراكي» عبدالواحد الراضي لم تفته الإشارة إلى إخفاق بعض مساعي التنسيق بين مكونات هذا التحالف. وقال في اجتماع المجلس الوطني لحزبه: «حاولنا التنسيق مع الأحزاب القريبة منا، خصوصاً في الكتلة، ولم نستطع أن نتوافق في ذلك نتيجة خلافات المواقف» في شأن قوانين الانتخابات. وأكد أن رهانات حزبه تركز على الحرب على الفساد في أشكاله كافة، خصوصاً «الفساد السياسي والانتخابي» والتصدي لظاهرة «الترحال الحزبي». بيد أن الحرب المفتوحة بين «الاستقلال» و «تجمع الأحرار» دخلت منعطفاً جديداً. وذهب رئيس الفاسي أبعد في انتقاد التحالفات الحزبية من دون ذكرها صراحة، مستغرباً «كيف يمكن لأحزاب تشارك في الحكومة أن تنتقد أداء الحكومة» التي يترأسها منذ العام 2007.