لم يمنع ارتفاع أسعار التذاكر من حضور نحو ثلاثة آلاف شخص حفلة الموسيقي العالمي ياني في المركز الثقافي في جامعة السلطان قابوس في مسقط. وقدّم ياني مجموعة من مقطوعاته الشهيرة، وفوجئ بمدى تفاعل الجمهور مع موسيقاه. في بداية الأمسية، حيا ياني الجمهور بعبارات نطقها باللغة العربية: «السلام عليكم. أنا سعيد بعُمان. شكراً لكم». فضجت القاعة بالتصفيق. وعلى مدى ساعتين عزف ياني برشاقة، وتميّز بسهولة حركته على المسرح، وتنقله بين الآلات الموسيقية. ومن بين المقطوعات التي قدمها معزوفة هي عبارة عن حوار بين الرمل والماء، استوحاها خلال وجوده في بيته بجنوب اليونان. وبين كل مقطوعة وأخرى خلال الحفلة التي عاد ريعها إلى معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، قدّم ياني شكره وأبدى إعجابه بالسلطنة، وقال إن «الموسيقى بالنسبة إليّ عملية طبيعية، فما إن أغمض عيني وأتذكر أمراً ما، حتى تتسرب المشاعر إلى نفسي على هيئة موسيقى، على رغم أنني حين كنت صغيراً، وجدت صعوبة في العزف إلا أن مع مرور الأيام باتت الموسيقى جزءاً مني يسهل التعامل معه». وبدا سعيداً جداً وسط الحضور الكبير وبسيطاً في تفاعله، ولبى كل ما طلبه الجمهور من معزوفات. وقدم مقطوعة ألفها قبل ثلاث سنوات عندما كان في الصين ورأى طائراً وضع حركته في إطار رومانسي، ومقطوعة أخرى عن رؤيته لسمكة في بحر اليونان وهي تقفز في المياه، مستطيعاً أن يجعل لصوت الإيقاع دوراً كبيراً في تجسيد حركة السمكة مع خلفية موسيقية تجسد حركة البحر. ويعد ياني ظاهرة موسيقية عالمية، ولد عام 1954 في مدينة كالاماتا اليونانية على سواحل البحر المتوسط، وهو الولد الأوسط لوالديه. بدأ بالعزف على آلة البيانو وهو في الثامنة رافضاً أخذ أي دروس، وأصدر عام 1980 ألبومه الأول بعنوان «أوبتيميستك (متفائل)، وعمل مع هوليوود واضعاً الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام. وفي عام 1990 رافقت فرقة دالاس السمفونية الموسيقية ياني في حفلة موسيقية أعطت أسلوبه الفريد بعداً آخر وكانت مقدمة لأشياء جديدة. عاد ياني عام 1994 إلى اليونان ليسجل عملاً موسيقياً في مسرح «هيرود أتيكوس» في أثينا الذي يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد بعنوان «حي من الأكروبوليس»، وبيع من الألبوم أكثر من سبعة ملايين نسخة حول العالم، وحصد أكثر من 35 جائزة. ويعد ياني الفنان الغربي الأول الذي عزف وسجل موسيقاه في تاج محل في الهند والمدينة المحرمة في الصين، حاصداً جوائز عدة عن ألبومه «تريبيوت». ويعتبر الفنان اليوناني من أكثر الفنانين الذين زاروا مدن العالم، إذ تخطى عتبة 160 مدينة.