يجري رئيس إقليم كردستان مسعود بازراني محادثات مع المسؤولين الأتراك لاحتواء تداعيات الهجمات الأخيرة ل «حزب العمال الكردستاني»، فيما رجح مراقبون أن تمارس أنقرة ضغوطاً على بارزاني لاتخاذ خطوات «فاعلة» في مواجهة المتمردين مقابل تعزيز العلاقات التجارية. الى ذلك، أعلن حزب «العمال الكردستاني» مقتل 168 جندياً تركياً، وأقر بمقتل 66 من عناصره خلال مواجهات الشهر الماضي. وقال ناطق باسم رئاسة اقليم كردستان إن «بارزاني اجرى اليوم (أمس ) محادثات مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، تصدرها ملف الأزمة على الحدود لاحتواء تداعيات التطورات الأخيرة على الحلول السلمية». واعلن وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أواخر الشهر الماضي انتهاء عملية عسكرية واسعة شنها الجيش «انتقاما» لمقتل 24 وإصابة 18 آخرين في هجوم نفذه مسلحو «العمال الكردستاني» في 19 الشهر الماضي، ما دعا نائب رئيس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» نيجيرفان بارزاني الى إجراء محادثات عاجلة في تركيا للتنديد بالهجوم. وأفادت وزارة الخارجية التركية أن «الزيارة ستتناول موضوع مكافحة المنظمة الإرهابية (العمال) فضلاً عن البحث في سبل تطوير علاقات تركيا مع العراق و الإدارة في شماله». وكانت صحيفة «اكشام» التركية ذكرت أن أنقرة «ستبلغ بارزاني ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة لمكافحة المنظمة الارهابية (حزب العمال) والوقوف الى جانب تركيا، وأن تعزيز مستوى العلاقات التجارية مرهون بتلك الخطوات». واضافت الصحيفة أن الأتراك «سيضغطون باتجاه ضمان عودة اعضاء المنظمة الذين يعيشون في شمال العراق (اقليم كردستان)، لمنع تسلل الارهابيين من المخيمات الى المدن، والاسراع في غلق مخيماتهم». من جهة أخرى، أقر «الكردستاني» في بيان بمقتل 66 من عناصره خلال المواجهات مع الجيش التركي الشهر الماضي، لكنه أشار إلى أن عناصره تمكنت «من قتل 166 جندياً، و22 شرطياً، وثلاثة من المرتزقة». وتأتي زيارة بارزاني في وقت تفيد الأنباء أن الجيش التركي كثف خلال اليومين الماضيين تحركاته قرب الحدود مع العراق، وواصلت طائراته الحربية قصف مواقع حزب «العمال الكردستاني» داخل الأراضي العراقية. ويرفض أكراد العراق أن يصبحوا «طرفاً في نزاع داخلي»، ويطالبون «العمال الكردستاني» بإلقاء السلاح واللجوء إلى الحوار باعتباره «الحل الوحيد» للقضية الكردية في تركيا. وفي تطور لافت، اتهم قادة اكراد «العمال» بعدم «مراعاة إقليم كردستان من خلال شنه هجمات على تركيا انطلاقاً من أراضيه».