أضحى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قادراً على كشف مدى القدرات النفسية والفطرية لدى متحاورين من طراز عالٍ، ليكشف من الذي يستطيع تحمّل الطرف الآخر أكبر وقت ممكن، ومن يمتلك روح دعابة، وصبراً وجلداً أشدّ يمكّنه من البقاء في الساحة مدة أطول. ويسجّل الموقع أن بعض القضاة المتمرسين علميّاً وشرعيّاً لا يستطيعون الصمود في حومة الجدل مع أنواع أخرى من الأوساط الثقافية ككتاب الرأي، بيد أن ذلك لا يعني أنه لا يمكن استدراجهم إلى حوار غير متكافئ لا يتسمون فيه بالصبر، ونادراً ما يطول النقاش، إذ سرعان ما تُغلق الأبواب ويعود رجل الشريعة إلى مخدعه مستاءً. الكاتب محمد آل الشيخ بادر بإلقاء سنّارة الحوار حين أطلق هذه العبارة: «بودي لو أن أحد الإخونجية السعوديين يكون شجاعاً ويوضح لنا لماذا الإخونجية مع إيران، وضد المملكة ودول الخليج». لم يمض وقتٌ قصير حتى أقبل الكاتب حمد الماجد، معترضاً على ما أسماه «لغة الحوار»، متناسياً صلب الموضوع، وقال: «العزيز محمد آل الشيخ، لغة الحوار مهمة، أنت طرحت سؤالاً مهماً لكنك أفسدته بالنبز بالألقاب». وسرعان ما أجاب محمد آل الشيخ: «أنا لم أصنفهم، هم يصنفون أنفسهم ويسمون منهجهم منهج (جماعة الإخوان)، إلا إذا كنت تعتبر أن الإخوانية «نقيصة» فهذا أمر آخر». ليرد حمد الماجد: «الإخوان المسلمون، وأنا في فضاء الاستقلال عن أي أحد، لم يسموا أنفسهم إخونجية، وفرق بينهما كالفرق بين الليبرالية وبني ليبرال». ويعقب آل الشيخ مبيناً أن الموضوع ليس في الأسماء وإنما في المسميات، لكنه يسمي الاسم مسمى، يقول: «دع عنك المسمى، إخوانية أو إخونجية، المهم المحتوى، فهؤلاء سبب كل مشكلاتنا وبالذات (الصحوة) فهم أول من أشعل جذوتها، فتعطلت التنمية». وبهذا يجنح الماجد إلى الخلفية الثقافيّة للتيار الليبرالي، التي تقول بوجوب قبول المواطن أياً كان «نعم، لديهم قصور، لكنهم يظلون إحدى شرائح وطنك، هم أحد تضاريس جغرافيا بلدك، ولا بد أن تكون لغة الحوار معهم ومع غيرهم راقية». ويرفض آل الشيخ، أن التيار «الإخواني» يعاني من قصور بل هي «لخبطة» في الأولويات، فهم يقدمون الولاء للسياسة على الولاء للعقيدة، وهم يقدمون الولاء للجماعة على الولاء للوطن». وهنا ينفد صبر الماجد ويرمي بآخر ما في جعبته من أن حسن الحوار يجب أن يكون حتى مع الطواغيت، قائلاً: «لخبطات الإسلاميين، كما تصف، لا يمكن أن تصحح إلا بحوار نقي، هم على الأقل أحسن من فرعون، الذي أمر نبيه باعتماد القول اللين معه». ليختتم آل الشيخ المعمعة بإصراره على أنه إنما يفعل ذلك من أجل «فجور الإخوانيين» بقوله: «القول اللين شرط ضرورة بلا شك. غير أن من أعتى مشاكلهم وربما الذي أضعفهم (الفجور) في الخصومة، اقرأ ماذا يقول أساطينهم عن المملكة». التغريدات المتبادلة بين محمد آل الشيخ وحمد الماجد على موقع «تويتر».