تتكرر قصة حملات الحج المخملية في كل عام، حيث الأسعار في مؤشر صعودٍ لا يتوقف، بدءاً من 15 ألفاً، وصولاً إلى 150 ألف ريال للشخص الواحد وربما أكثر. غير أن وزارة الحج منعت حملات «VIP» من فرض هذه الأسعار «فاحشة الكلفة»، مراعاةً لمحدودي الدخل والمساحات الضيقة التي يقطنها ملايين الحجاج، إذ تسهم الكلفة والمصاريف التي يتكبدها أصحاب الحملات في رفع سعر الخدمة، ونظير الموقع المتميز الذي تختاره، وغيرها من الخدمات الأخرى التي توفر سبل راحةٍ أكثر للحاج. وأكد عبدالقادر الجبرتي أحد ملاك حملات الحج ل «الحياة» أن الخدمات التأمينية و المصاريف على وسائل النقل وتمويناتها هي السبب في رفع الأسعار مقابل ما يقدمه من خدمات مميزة، وقال: «بعض الحجاج يرغب الحصول على راحة وتميز في الحملة التي يتعاقد معها، وكنا في أوقاتٍ مضت نخصص مخيمات لكبار الشخصيات، لقاء مبالغ طائلة يدفعونها إلينا». وأضاف: «أصبح الكثيرون الآن أكثر وعياً، فهناك من يتعاقد مع حملة عادية ولا يهتم بفكرة حملات VIP». وأشار إلى أن ما دفع وزارة الحج لمنع الحملات الخاصة بكبار الشخصيات، وجعل أصحاب الحملات يبتعدون عنها، هو إسقاط الوزارة الحملة التي تحتل موقعاً ذا تصنيفٍ أفضل إلى موقع أقل في الموسم المقبل. الأمر سيان لدى الحجاج، فهم لا يرون اختلافاً كبيراً بين ما تقدمه تلك الحملات المخملية، والحملات العادية الأخرى، فعبدالعزيز أحمد ينقل تجربته مع هذه الحملات بقوله: «في بداية الأمر كنت أبحث عن حملات تتميز بالخصوصية والخدمات المتميزة، ولكنني تفاجأت بأن الخدمات متشابهة». ويرى أن على الحاج التركيز على الفريضة وما يقربه إلى الله، أكثر من الانشغال بالبحث عن الحملات المخملية، مؤكداً أن الحاج لن يشعر بعظمة الموقف وقدسيته، ما لم يتكبد العناء أثناء هذه الرحلة. فيما يشير أيمن جوخدار وخالد الشريف إلى اختفاء مخيمات ال «VIP»، التي حلت محلها الأبراج الفندقية، لافتَين إلى أن أسعار الأخيرة متوسطة مقابل خدماتها، إذ تتراوح أسعارها بين 10 آلاف إلى 15 ألف ريال، وهي أسعار للخدمات المتميزة، التي تأتي نظير تحويل الخيام إلى غرف مكتملة الخدمات، متفقَين على أن أغلب الشركات المحلية تفضل الابتعاد حالياً عن حملات كبار الشخصيات خشية المخاطرة برأس المال في دفع مبالغ إيجار عالية، وطلبات تعجيزية.