على رغم من اختلاف ضيوف الرحمن جنساً وسحنة، بعيداً عن النسك التي تجمعهم على صعيد واحد، إلا أن اقتناء الهدايا شكل بينهم اتفاقاً غير مباشر، إذ تسابقوا على اختيار أجمل هدية وأحلى تذكار يمكن جلبه للأقارب والأصدقاء في بلدانهم من الديار الطاهرة المقدسة. وأحدث الإقبال المتنامي من الحجاج على الحصول على تلك الهدايا قوة شرائية عالية في المحال التجارية في المنطقة المركزية المجاورة للمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة، إذ ظل التدافع على اقتنائها قبل مغادرتهم إلى مواطنهم عنوان تلك المحال الأبرز. وأكد عدد من المستثمرين في المحال التجارية المحيطة بالمنطقة المركزية ل «الحياة» أن حجم المبيعات في موسم الحج يصل إلى أرقام يصعب تقديرها، معتبرين محال بيع الخرداوات والهدايا الأكثر انتعاشاً تليها محال الملابس الجاهزة والأقمشة والصرافة. ويشير البائع «في أحد المحال المختصة في مجال الأقمشة الرجالية والنسائية» عمر المغذوي إلى أن مبيعات محال الأقمشة في المنطقة المركزية ترتفع في المواسم الدينية مثل (العمرة والحج)، لافتاً إلى أن أكثر من يقبلون على الشراء منها في تلك المواسم هم الحجاج من الجنسية الإيرانية والمصرية، إذ يشترون مبيعاتهم بكميات كبيرة وأخذها معهم إلى بلدانهم. وأضاف: «تختلف الأسعار بحسب النوع، إذ يتراوح سعر المتر من الأقمشة الهندية بين 10 و25 ريالاً، في حين يكون سعر المتر الإندونيسي من 10 إلى 15ريالاً. وأوضح صاحب أحد الأكشاك المنتشرة في المنطقة ذاتها عبدالله الحربي أنه عمل في بيع الهدايا والخرداوات في المواسم الدينية منذ أكثر من ثمانية أعوام، مشيراً إلى أنه مستمر في هذه التجارة إلى أن يتمكن من امتلاك محل في المنطقة المركزية في المدينةالمنورة. وأردف: «نتمكن نحن أصحاب الأكشاك من بيع أكثر من خمسة كراتين يومياً من مختلف أنواع الهدايا والسبح ومناظير مكةوالمدينة، وتتجاوز مبيعات الكشك في اليوم الواحد 1500 ريال». وأبدى زميله هاني المزيني تفاؤله هذا العام بارتفاع نسبه الشراء، وقال: «لم تختلف مبيعات الهدايا والخرداوات عن العام الماضي، ولكن الإقبال على الشراء وارتفاع أسعار بضائعنا عن العام الماضي إلى 10 و15 ريالاً للقطعة الواحدة سيعوض خسارة أيام الكساد التي مرت علينا. وتابع: «تمثل محال بيع الخرداوات والهدايا 50 في المئة من إجمالي المحال في المنطقة المركزية، مرجعاً أسباب انتشار هذه المحال إلى رغبة أكثر الحجاج في اقتناء الهدايا من المدينةالمنورة. وتوقع المزيني وصول مبيعات محال الخرداوات والهدايا اليومية في المنطقة أكثر من ستة آلاف ريال، مفيداً بأن أكثر من يقبلون على شراء معروضاتهم هم الحجاج الآسيويون يليهم الحجاج الأفارقة. وحدد البائع في إحدى المكتبات الدينية في المنطقة المركزية، مصطفي الحارثي نسبة ارتفاع مبيعات المكتبات الدينية في موسم الحج بنسبة 90 في المئة عن الأشهر الماضية. وأبان أن كتب الفقه والحديث والسيرة النبوية وقصص الأنبياء والتفاسير المترجمة إلى اللغة الإنكليزية تشكل النسبة الأعلى مبيعاً في موسم الحج، ملمحاً إلى أن أكثر من يقبلون عليها هم المسلمون القادمون من الدول الأوروبية. وقدر الحارثي عدد المكتبات الدينية في المنطقة المركزية في المدينةالمنورة نحو 25 مكتبة تجاوز مبيعات الواحدة في موسم الحج أكثر من 850 ألف ريال.