تشهد المحال التجارية بالمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، هذه الأيام، إقبالا كبيرا من الحجاج والزوار، حيث يقبل ضيوف الرحمن على التنوع في مشترياتهم التي تتصدرها السبح بألوانها وأشكالها المتعددة في الصناعات والأسعار، إضافة إلى الهدايا التي تجسد تاريخ طيبة الطيبة التي ترمز إلى بعض المآثر التاريخية ويختلف ذوق الحجاج في اختيار الهدايا، وإن كانت الهدايا في الغالب رمزية ذات دلالات مكانية وزمانية تعبر عن رحلة العمر إلى الديار المقدسة. وتتنوع الأكشاك والبسطات المنتشرة بالمنطقة المركزية التي تشهد ازدحام الكثير من المبيعات التي يقبل عليها الزوار مثل السبح والسواك والحنة والعطور والبخور والأقمشة وسجادات الصلاة والعباءات واللوحات القرآنية والأذكار وإكسسوارات الأطفال والتمور بأنواعها وماء زمزم ونسخ من مصاحف مجمع الملك فهد والمصحف المسجل بصوت أشهر القراء وكتب العلوم الشرعية التي تمثل قاسما مشتركا لهدايا الحجاج، فيما يقبل كبار السن على اقتناء الخواتم المطعمة بالأحجار الكريمة مثل العقيق والكهرمان، ويحرص المقتدرون من الحجاج على تحلية الأحجار بالذهب أو الفضة. وفي جولة على الأسواق بالمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف وحول بعض أماكن الزيارة اتضح أن حجاج جنوب إفريقيا وأوروبا يقبلون على شراء الغترة «غطاء للرأس ذات لون أبيض» ورغم تعدد أغطية الرأس في ثقافات الشعوب، إلا أنهم يرون أن غترة الرحاب الطاهرة أغلى هدية يفتخر بها المسلم. فيما يقبل الحجاج المصريون والنيجيريون على اقتناء السبح. وأكدت الحاجة حسينة من باكستان أنها تشتري السبح لأنها أحلى هدية يمكن أن تقدم لعائلتها بعد عودتها من الحج، وتضيف الحاجة أميمة من مصر، التي حجت مرتين، ممتدحة السبحة المدينية التي لها ميزة خاصة، وجميلة جدا وخفيفة الوزن وهدية قيمة، خاصة لأنها من الأحجار الكريمة. وقالت الحاجة بهية من مصر، التي تحج للمرة الأولى إن السبحة وسجادة الصلاة بديلان للذهب، خاصة سبح الكهرمان والسجاد المصور بالكعبة والقبة الخضراء، مشيرة إلى عدم تمكنها من شراء الذهب كهدايا عند عودتها لبلدها، وترى أنه يكفي أن يكون من المدينةالمنورة ومن رحاب مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يكفيها ذلك معنويا ولكل أسرتها. كما أفاد بائع خردوات له باع طويل في مواسم الحج بأن مبيعات هذا العام جيدة قياسا بالأعوام الماضية، خاصة بيع السبح، حيث يأتي في المركز الأول كشراء من قبل الجالية الإندونيسية والمصرية والمغربية «ونحن ننتظر وصول الحجاج العرب الذين عادة ما يرفعون مستوى القوة الشرائية» .