تنفس مئات الأسرى الفلسطينيين المحررين نسيم الحرية بعد سنوات في سجون الاحتلال من دون ذنب أقترفوه سوى أنهم يجري في عروقهم الدم الفلسطيني النبيل الذي يرفض الذل لمن سرق وطنه وأرضه. لقد تحولت مدن وقرى ومخيمات فلسطين من شمالها إلى جنوبها ساحات أعراس ابتهاجاً واحتفاءً بتحرير 477 أسيراً وأسيرة فلسطينية هم الدفعة الأولى من صفقة التبادل. خرجت غزة عن بكرة أبيها في مهرجان احتفالي لم تشهد له المدينة مثيلاً، ترحيباً بأبطال الحرية العائدين من الأسر الإسرائيلي البغيض. ووصل الأسرى ال 294 إلى القطاع عبر معبر رفح حيث كان في استقبالهم رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية. وفي رام الله كان رئيس السلطة محمود عباس على رأس مستقبلي الأسيرات والأسرى المحررين، واحتشدت أعداد كبيرة من الفلسطينيين في ساحة المقاطعة اضافة إلى عدد من مسؤولي السلطة الفلسطينية وقيادات حركة حماس، ودخل الأسير نائل البرغوثي عميد الأسرى في سجون الاحتلال وأقدم أسير في العالم، حيث أمضى 34 سنة خلف القضبان، بهامة مرفوعة على رأس المحررين الذين وصلوا إلى مقر المقاطعة برام الله. إنجاز تاريخي وضعته المقاومة الفلسطينية بين يدي الشعب الفلسطيني بتحرير 1050 أسيراً وأسيرة من سجون الاحتلال الإسرائيلي بينهم 450 أسيراً من الذين أريد لهم الموت داخل زنازينهم، إذ حوكموا ظلماً بمئات السنين، و27 أسيرة من الحرائر اللواتي غُيّبن قسراً خلف القضبان. وهذه المرة الأولى من 26 سنة التي يعود فيها جندي إسرائيلي حياً إلى إسرائيل. لكن رغم الفرحة الطاغية بتحرير الأسرى تبقى في النفس غصة فهناك أسرى أبعدوا خارج فلسطين فوراً بعد خروجهم، ولأن أسيراً واحداً من العدو أطلقت إسرائيل لأجله سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني. فهل رخصت قيمة الإنسان العربي إلى هذا الحد ؟! 1 = 1000 وهل تبذل أي دولة عربية مثلما بذلته إسرائيل لتحرير أسير واحد فقط لاغير؟ وما قيمة كل عربي في وطنه؟ سؤال ربما لا يجد إجابة شافية ... لأن في الأفواه ماء. بريد إلكتروني