رحمك الله أبا خالد، وجعل الجنة مثواك وبارك لك فيما رزقك وأحسن عاقبتك، وجعل الخير في عقبك براً بك وترحماً عليك ودعاءً صالحاً يتتابع بتتابع كل حفيد لك. رحمك الله يا سلطان الخير وجعل ما قدمته لدينك ومليكك ووطنك ولأمتك وللناس أجمعين في ميزان اعمالك الصالحة يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وأزلفت الجنة للمتقين. كم لك من أعمال صالحة رفع الله بها منازلك ومن صدقات جارية أسبغ الله عليك بها عافيتك ومن بيوت لله يرفع فيها اسمه آناء الليل وأطراف النهار جلجلت في محاريبها ومنابرها الدعوات الصادقة بان يعظم الله أجرك ويرفع قدرك. كم أصلحت بين متخاصمين وجمعت بين مختلفين فكتب الله على يديك الخير وحقق بجهودك إصلاح ذات البين. كثيرون أولئك الذين يتحدثون عن ابتسامتكم التي تشرح الصدور وتدخل على النفس السرور وتعبر عن سلامة صدر المؤمن ومكانة وقدر الانسان عندك وهو ما لم تستطع إخفاءه لأنه جزء من جبلتك وخصالك. ولكنهم قلة أولئك الذين يتحدثون عن جدك في الالتزام بمهامك والحرص على مواعيدك ودوامك. وكأنما أكرمكم الله بذلك ليكتب لك وعلى يديك أكبر قدر من الخير والعطاء والإنجاز. وقلة أولئك الذين يتحدثون عن حزنك وبكائك لأنك تكتم عنها أنفاسك وتعالجها بما أكرمكم الله به من سعة خلق وسلامة صدر وحرص على مصالح العباد والبلاد في الداخل والخارج وما حباك الله به من مكانة وجاه وبسطة في الرزق. فكم عالجت من مشكلة وكم قارعت من معضله. وكم نزعت من فتيل وجنبت أمتك من قتيل وكم لاقيت من ضيّق أفق وعانيت من إلجاءٍ الى أضيق الطرق فصبرت وظفرت وحققت لبلدك وأمتك ما جنبها المزيد من الشرور والآثام في محيط ضائق بالأطماع وعامر بسوء الظن وندرة الأخيار. كنت وسيط خير ومجير مظلوم وجابر خاطر مكسور. بكيت على حال عجوز تقتات على النمل فبكى لبكائك الكثيرون وسيرت القوافل تلو القوافل فتبعك المنعمون والمحسنون. فكان لك أجر إحسانك ومثل أجر من اقتدى بأفعالك. فهنيئاً لك ما وفقك الله إليه وما اودعه من حب خلقه إليك فإن الله إذا أحب عبداً أنزل محبته بين خلقه. أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في أعمالك في حياتك الدنيا وان يبدلك داراً خيراً من دارك في حياتك الأخرى، وأن يجعل منازلك مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وزير التربية والتعليم السابق.