لندن، دمشق، بيروت، نيقوسيا، فيينا - «الحياة»، ا ب، اف ب، رويترز - استمر التحفظ امس من جانب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في التعليق على نتائج الاجتماع الذي عقدته اللجنة العربية مع الرئيس بشار الاسد اول من امس في دمشق. على الصعيد الامني استمر الجيش السوري في تعزيز عملياته الامنية في مختلف المحافظات والمدن التي تشهد تظاهرات، وذلك عشية الجمعة (اليوم) التي اطلق عليها الناشطون السوريون «جمعة الحظر الجوي». وحلق الطيران الحربي فوق درعا جنوب البلاد، فيما قامت قوى الامن بحملة اعتقالات عشوائية في المحافظة. وانتشرت قوات الأمن أمام المدارس وعلى الطرقات في المعضمية في دمشق. وتحدث ناشطون عن مقتل ما لا يقل عن 7 مدنيين، بينهم طفل، في مدن عدة. وقالت مصادر قريبة الى العربي «ان من الانسب انتظار ما سيسفر عنه اجتماع الاحد، حسب الاتفاق الذي تم بين الجانبين». فيما قال الشيخ حمد انه شعر ان الحكومة السورية حريصة على العمل مع اللجنة العربية «من اجل التوصل الى حل». لكنه كشف ان الرئيس الأسد لم يوافق على كل ما عرضته اللجنة. واعرب عن اعتقاده بالحصول على رد من الحكومة السورية يوم الاحد. وفي رد المعارضة السورية على المبادرة العربية قال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جبر الشوفي ل»الحياة» إن هذه المبادرة موجهة إلى النظام وهو المعني بالرد عليها ولسنا نحن، وأعرب عن تقدير كل جهد من الجامعة العربية أو غيرها يقدم للشعب السوري، وقال إن الجهد يجب أن يكون لحماية الشعب من القتل. ودعا النظام الى التفاوض على تسليم السلطة وانتقال البلاد إلى نظام ديموقراطي وطني. وعما إذا كانت اللجنة الوزارية المكلفة حل الأزمة في سورية اتصلت بالمجلس الوطني قال الشوفي: «معلوماتي أن اللجنة لم تتصل، هي ذهبت للحوار مع النظام. ومطالبنا ستبقى كما هي». وحدد هذه المطالب بأنها التفاوض من أجل انتقال سورية إلى نظام ديموقراطي. واكد مسؤول في الخارجية الاميركية ل «الحياة» ان تاريخ عودة السفير الاميركي روبرت فورد الى دمشق «غير واضح حتى الآن». وطالب الحكومة السورية ب «ضمان أن السفير سيحظى بحماياته الأمنية المنصوص عليها في الاتفاقات الديبلوماسية الدولية». وعن تصريحات الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند التي أكدت أول من أمس أن فورد «اشترى ديكا روميا لطاقم السفارة في مناسبة عيد الشكر... لذلك توقعاتنا أن يعود قبل عيد الشكر» الذي يصادف أواخر الشهر المقبل، اعتبر المسؤول أن التصريح هو أكثر للتأكيد على النية في عودته انما «ما من تاريخ محدد بعد لهذا الأمر.» وأكد الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر ل «الحياة» أن «الأسباب الأمنية المحض» كانت وراء مغادرة فورد وأن «التحريض في الاعلام الرسمي أعطى مؤشرات بأن الشبيحة قد يقدمون على عمل يطال مركز سكنه أو السفارة» بعدما كان تعرض موكبه لاعتداء منذ أسبوعين وتحركت قوى الأمن السورية متأخرة لوقف المعتدين. وقال تابلر المقرب من الادارة أن «الجميع يعرف من هو وراء الشبيحة» وفسر مغادرة فورد بتخطي «النظام السوري الخط الأحمر» فيما يتعلق بأمن السفير، ومن هنا تأكيد المسؤول على أهمية الضمانات لأمنه قبل عودته. وأكد تابلر أن واشنطن ملتزمة باستكمال مهمة فورد في سورية وابقاء سفارتها مفتوحة وللتواصل مع كافة أطياف المجتمع السوري في النظام والمعارضة. على صعيد آخر، اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مفتشين كباراً منها اجروا محادثات مع مسؤولين سوريين في دمشق يومي الثلثاء والاربعاء من هذا الاسبوع بهدف بدء تحقيق كان متوقفاً منذ فترة طويلة بشأن انشطة نووية مشتبه بها في سورية. ولكن لم يتضح اذا تحقق اي تقدم. وقالت الوكالة ان نتائج المباحثات سترفع لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة الذي سيجتمع يومي 17 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.