اعلنت دمشق امس، في تصعيد استثنائي في العلاقات السورية - الاميركية المتأزمة، انها استدعت سفيرها في واشنطن عماد مصطفى بعدما كانت واشنطن طلبت من سفيرها في دمشق روبرت فورد مغادرة العاصمة السورية بعد تعرضه ل «تهديدات امنية». وجاء هذا الاعلان ليقطع قناة الاتصال الأرفع بين الحكومتين، بعدما اتهمت واشنطن النظام السوري بشن «حملة تحريض» ضد السفير فورد شخصيا. واكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن النية هي في «عودة فورد إلى دمشق»، وذلك قبل اعلان سورية استدعاء سفيرها من واشنطن. وقال المسؤول الأميركي ل «الحياة» أن مغادرة فورد «لا تعني سحبه رسميا». كما قال نائب الناطق باسم الوزارة مارك تونر في بيان أن عودة فورد ستعتمد على «تقويمنا لتحريض النظام والوضع الأمني على الأرض... ونأمل بأن ينهي النظام السوري حملته التحريضية ضد السفير فورد». في موازاة ذلك، أعلن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي انه ستوجه اليوم إلى الدوحة للمشاركة في اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي شكلها مجلس الجامعة برئاسة قطر، والمعنية بالأزمة السورية، وتضم في عضويتها مصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان والأمين العام. ورداً على سؤال عن المأمول من اجتماع اللجنة الوزارية مع القيادة السورية في دمشق غداً، قال العربي ان «المأمول بأن تتحقق كل المطالب التي يطالب بها وزراء الخارجية العرب لوقف العنف والبدء في حوار وطني وتحقيق الإصلاحات». وأوضح أن اللجنة الوزارية العربية ستجتمع في الدوحة قبل الذهاب إلى دمشق المتوقع أن تصل اليها غداً. ورداً على سؤال حول ما اذا كانت المعارضة السورية وافقت على حضور مؤتمر الحوار في الجامعة، قال العربي إن المعارضة قالت إنها لن تعلن موقفها من الحوار إلا بعد أن تعرف وجهة نظر القيادة السورية. ورداً على سؤال عما اذا كان لدى الجامعة أمل في إمكان نجاحها في تنظيم مؤتمر للحوار الوطني السوري رغم انقضاء نصف المدة التي حددها مجلس الجامعة وهي 15 يوماً، قال العربي «إن قرار المجلس صدر باستضافة الجامعة لمؤتمر الحوار الوطني خلال 15 يوماً والجامعة العربية ستلتزم ذلك». في غضون ذلك، نقلت امس صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات السورية عن مصادر لم تسمّها ان الرئيس بشار الاسد سيرأس مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد خلال شهر «بهدف وضع حد للأزمة التي تعيشها البلاد». وذكرت الصحيفة انه سيتم تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع للتمهيد للتحضير للمؤتمر. وعلى الصعيد الامني، قال ناشطون وشهود إن حرائق وسحب دخان خيمت أمس على مدينة حمص التي بات الناشطون يطلقون عليها «عاصمة الثورة السورية» والتي تتعرض لحملة أمنية واسعة شملت عشرات الاحياء واستخدمت فيها الرشاشات الثقيلة ومضادات الطيران وقنابل مسمارية. وفيما قال الناشطون إن ما لا يقل عن 4 سقطوا امس برصاص قوات الأمن وان عناصر من «الشبيحة» اقتحموا «مستشفى البر» في حي الوعر بحمص، واختطفوا الجرحى القادمين من حي البياضة، ذكر شهود ان منطقة دير بعلبة في حمص شهدت إطلاق نار كثيفا من مضادات الطيران كما وصل إليها أكثر من 27 ناقلة جند إضافة إلى عشرات الدبابات.