غادر السفير الاميركي روبرت فورد اليوم الاثنين سوريا حفاظا على سلامته بعد انتقاده النظام السوري منددا بالذرائع التي تسوقها السلطات السورية لقمع المتظاهرين الذي اسفر الاثنين عن مقتل اربعة مدنيين في حمص، وسط البلاد. وذكر مصدر مسؤول في السفارة الاميركية في دمشق فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس ان فورد "غادر البلاد لمدة غير محدودة"، مشيرا الى ان "واشنطن اتخذت هذا القرار لاسباب تتعلق بسلامته". وكشف المسؤول ان "واشنطن قررت اعطاءه اجازة غير محدودة نظرا لاطلاعها على تقارير تتناول شخصه". وقد اغضب السفير الاميركي في دمشق السلطات السورية لانه زار مرارا مدنا شملتها حركة الاحتجاج واعمال القمع والتقى فيها متظاهرين. واتهمته بتأجيج العنف في البلاد. وفي السادس من ايلول/سبتمبر، هاجم فورد النظام السوري بشدة في بيان نشره على موقع فيسبوك، منددا بلذرائع التي تسوقها السلطات السورية لقمع المتظاهرين. واكدت وزارة الخارجية الاميركية سحب السفير الاميركي في سوريا وقال مارك تونر نائب المتحدث باسم الوزارة انه "في هذه المرحلة، لا نستطيع القول متى سيعود الى سوريا .. وذلك سيعتمد على تقييمنا للتحريض الذي يقوده النظام السوري والوضع الامني على الارض". وقال تونر انه يامل في ان تنهي الحكومة السورية "حملتها التحريضية" ضد السفير فورد. وتجمع في نهاية ايلول/سبتمبر موالون للرئيس بشار الاسد امام مكتب معارض سوري كان يزوره السفير الاميركي في دمشق والقوا الطماطم والبيض على سيارات السفارة الاميركية. وميدانيا، تزامنت مغادرة السفير مع مقتل اربعة مدنيين برصاص الامن السوري في عدة احياء من مدينة حمص (وسط) التي يطلق عليها ناشطون لقب "عاصمة الثورة السورية" وسط اطلاق مستمر للنار من الرشاشات الثقيلة. واكد المرصد ان "شخصين قتلا برصاص الامن في حي البياضة وشخص خلال اقتحام رجال الامن لحي الارمن واخر متحدر من حي جب الجندلي قتل في حي العباسيية بنار الشبيحة". ويطلق اسم الشبيحة على عناصر مدنية موالية للنظام يتهمها الناشطون بالمشاركة في اعمال القمع. وبهدف "وضع حد للازمة" التي تعيشها البلاد، نقلت صحيفة الوطن السورية الموالية للسلطة عن مصادر لم تسمها ان المؤتمر الوطني الذي سيعقد خلال شهر سيقام برئاسة الاسد. واشارت الصحيفة الى تصريح صحفي ادلى به وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم اعلن فيه ان "قرارا جمهوريا سيصدر خلال أيام بتشكيل لجنة تحضيرية تمهد لانعقاده خلال شهر بمشاركة جميع مكونات الشعب والمعارضة الوطنية". كما من المقرر ان تجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة العمل على ايجاد حل للازمة السورية غدا الثلاثاء في الدوحة قبل التوجه صباح الاربعاء الى دمشق. واوضح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد في تصريح للصحافيين ان مهمة اللجنة "تتركز حول اجراء الاتصالات والمشاورات مع القيادة السورية واطراف المعارضة السورية فى الداخل والخارج بجميع اطيافها للبدء فى عقد مؤتمر لحوار وطني شامل بمقر الجامعة العربية يفضي الى وقف العنف واراقة الدماء والى تنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري". من جهتها، ذكرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا ان "الموافقة السورية على استقبال الوفد الوزاري العربي –رغم بعض التحفظات على تفاصيل ما جرى في القاهرة- يعني أن سوريا تتعاطى مع هذا المسعى بمرونة ومن منطق الحرص والمسؤولية بآن معا مع الجامعة كمؤسسة". الا انها اشارت الى "ان تلك المرونة لا تعني بحال من الأحوال التهاون في مواضيع حساسة وسيادية أو القبول باقتراحات فضفاضة"، مؤكدة على "الانفتاح والتقدير لكل جهد عربي مخلص يهدف الى المساعدة للخروج من الحالة الراهنة". وياتي ذلك فيما اشار المرصد الى "سماع صوت اطلاق رصاص في حي بابا عمرو بالتزامن مع اصوات اطلاق الرصاص والرشاشات الثقيلة المستمرة منذ الصباح في احياء البياضة ودير بعلبة حيث تتصاعد اعمدة الدخان الاسود في سماء المدينة.