أفادت تقارير صحافية إسرائيلية أمس أن السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل دان شبيرو كرر على مسامع وزير الداخلية الإسرائيلية ايلي يشاي في أول لقاء عمل يجمع بينهما موقف بلاده «الذي أيد وما زال يؤيد تجميد البناء الاستيطاني (في الأراضي الفلسطينية المحتلة)». وأضافت نقلاً عن أوساط قريبة من يشاي، أن أقوال السفير جاءت رداً على ما نشر أخيراً في إسرائيل عن مخطط لبناء 1100 شقة جديدة في مستوطنتي «غيلو» و«غفعات همطوس» في محيط القدسالمحتلة. وتابعت أن السفير أبلغ يشاي أنه ينبغي على إسرائيل أن تتصرف على نحو يحول دون المس بالجهود الأميركية لفرملة المشروع الفلسطيني للاعتراف بالدولة الفلسطينية في هيئة الأممالمتحدة. وشدد على أن النشر عن بناء جديد في المستوطنات يمس تحديداً المحاولات الأميركية لإقناع دول أوروبا برفض المبادرة الفلسطينية، وطلب من يشاي أن تعمل إسرائيل على معاونة الولاياتالمتحدة لتساعد إسرائيل. ورد يشاي على طلب السفير بالقول إن جميع الحكومات الإسرائيلية بنت في الأحياء اليهودية في القدس، وأن «لا نية لدى الحكومة الحالية لوقف البناء». وبرر يشاي دعم حزبه مواصلة الاستيطان بأن إسرائيل لم تحقق أي نتائج من الجانب الفلسطيني لقاء تجميدها الاستيطان لعشرة اشهر «بل دفع ذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى التسلق على شجرة عالية تاركاً للأميركيين مهمة إنزاله من فوقها». لقاءات «الرباعية» إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن المستشار الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية إسحق مولخو أعلن مساء الأربعاء أن إسرائيل تقبل خطة اللجنة «الرباعية» الدولية لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين «لكن من دون شروط مسبقة، وتحديداً شرط تحديد جدول زمني صارم لتقدّم المفاوضات»، علماً أن الخطة تضمنت جدولاً كهذا. وأضافت أن اجتماع مولخو مع ممثلي «الرباعية» في القدسالمحتلة، مساء الأربعاء لم يتضمن اقتراحات جديدة تستوجب رداً إسرائيلياً رسمياً. ونقلت عن أوساط سياسية قولها إن مولخو كرر اتهام الفلسطينيين بأنهم غير معنيين باستئناف المفاوضات. وكانت المحادثات بدأت في مقر الأممالمتحدة في القدسالشرقية بعد ظهر أول من امس حيث التقى المفاوضان الفلسطينيان صائب عريقات ومحمد اشتية مع ممثلي اللجنة أولاً، قبل أن يلتقيهم اسحق مولخو ممثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وشارك في المحادثات المبعوث الخاص للجنة توني بلير والديبلوماسية الألمانية هيلغا شميت عن الاتحاد الأوروبي، ومنسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام روبرت سيري، إلى جانب ممثلين عن روسياوالولاياتالمتحدة. ووفق بيان اصدره عقب الاجتماعات ممثلو «الرباعية» وبلير، فإن الفلسطينيين والإسرائيليين «عبروا عن رغبتهم في التعاون مع اللجنة على قاعدة بيانها في 23 أيلول (سبتمبر) لتجاوز العقبات الحالية واستئناف المفاوضات المباشرة الثنائية من دون تأخير ولا شروط متبادلة». وأوضح البيان أن على الجانبين تقديم اقتراحات مفصلة عن ترسيم الحدود والأمن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، كما اتفق مبعوثو اللجنة والجانبان على «اللقاء دورياً خلال الأيام ال 90 المقبلة للوقوف عند التقدم الحاصل»، وفق هذا البيان الذي يدعو مجدداً الأطراف الأساسيين إلى «تفادي أي أعمال استفزازية». وكان الفلسطينيون والإسرائيليون اكتفوا بنشر بيانات مقتضبة عقب الاجتماعات التي لم ترشح عنها أي توقعات بتقدم ملموس نظراً إلى الهوة الكبيرة الفاصلة بين الجانبين. فعقب اللقاء، صرح عريقات لوكالة «فرانس برس»: «شرحنا للجنة أننا مستعدون للجلوس إلى طاولة المفاوضات حالما تجمد الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات وتقبل بمرجعيات محددة وتحديداً حدود عام 1967». وأضاف: «هذه هي التزامات مسبقة وفقاً للقانون الدولي وخريطة الطريق وليس منة من إسرائيل، وأي شيء أقل من هذا من شأنه أن يعيدنا ببساطة لذات المسار الذي فشل في السنوات العشرين الماضية». وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني سلم ممثلي اللجنة ثلاثة ملفات متعلقة بالاستيطان والأنشطة الاستيطانية، خصوصاً في القدس. وفي المساء، اجتمع ممثلو «الرباعية» للسلام مع الجانب الإسرائيلي. وأورد بيان صادر عن نتانياهو أن الجانبين «اتفقا على التنسيق لتحديد موعد قبل مواصلة محادثاتهم».