جددت إسرائيل أمس رفضها تمديد العمل بقرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، على الرغم من الضغوط الأمريكية وتهديدات الفلسطينيين بالانسحاب من مفاوضات السلام. وقال مسؤول إسرائيلي كبير طالبا عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل لا تنوي تمديد العمل بالقرار المتعلق بمستوطنات الضفة الغربية الذي ينتهي في نهاية سبتمبر الجاري. وذكرت صحيفة "إسرائيل هايوم" القريبة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن الأخير أجرى مشاورات الأسبوع الماضي مع "منتدى الوزراء السبعة" الذي قرر عدم تمديد التجميد الجزئي للاستيطان، وأبلغ بذلك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. إلى ذلك، تبدأ خلال اليومين القادمين جولة من المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين برئاسة رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي المحامي إسحق مولخو، للتحضير لجولة جديدة من المحادثات بين الرئيس محمود عباس ونتنياهو. وخلافا لما كان متوقعا بعقد جولة جديدة من المحادثات بين عباس ونتنياهو على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، فإن نتنياهو لن يغادر إلى نيويورك، وانتدب مكانه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي سيلقي كلمة إسرائيل أمام الأممالمتحدة. وأكد مسؤولون فلسطينيون أن الرئيس عباس سيغادر إلى نيويورك الاثنين المقبل في زيارة تستمر عدة أيام يعقد خلالها سلسلة من اللقاءات الثنائية والمتعددة مع الزعماء العرب والأجانب المشاركين في أعمال الأممالمتحدة، كما يلقي كلمة فلسطين أمام الأممالمتحدة. وفي خلال هذه الفترة ستكون اجتماعات مولخو عريقات قد مهدت الطريق لجولة جديدة من المحادثات بين عباس ونتنياهو دون أن يكون واضحا حتى الآن أين ستعقد القمة الجديدة؟ أو أين ستجري المحادثات بين عريقات ومولخو سواء في المنطقة أو في الولاياتالمتحدة، وما دور المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل في هذه المحادثات. وحتى الآن جرت اللقاءات بين عباس ونتنياهو إما على انفراد كما جرى في واشنطن أو بمشاركة كلينتون وميتشل. وعلم أن هذه اللقاءات تعقد دون تسجيل محضر لها وإن كان الجانب الأمريكي يطلع على التفاصيل. وتشبه هذه الترتيبات إلى حد كبير ترتيبات الاجتماعات التي عقدت بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت وإن كان بإضافة واحدة وهي مشاركة الطرف الأمريكي في الاجتماعات. بعد آخر تكتسبه هذه الاجتماعات وهو السرية المطلقة إلى حد أن أعضاء الوفدين المفاوضين أنفسهما لا يطلعان على التفاصيل إلا بالحد الذي يسمح به القادة أنفسهم، في حين يمنع المفاوضون، بأمر من قادتهما، من إطلاع وسائل الإعلام على التفاصيل التي يعلمونها عن المفاوضات الجارية. وسط كل ذلك يبقى الطرف الأوروبي هو الأكثر غضبا على ما يجري خاصة وأن الولاياتالمتحدة استبعدت الاتحاد الأوروبي كلية عن المفاوضات في واشنطن عندما أطلقت في واشنطن. وأيضا عندما انتقلت إلى شرم الشيخ والقدس الغربية حيث يتوقع أن يشهد الاجتماع القادم للجنة الرباعية الدولية المقرر الأسبوع المقبل في نيويورك صداما بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة حول هذا الموضوع. وكانت الولاياتالمتحدة اكتفت بحضور مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير إلى واشنطن باعتباره يمثل الرباعية التي تضم أيضا الاتحاد الأوروبي، غير أن مسؤولا أوروبيا كبيرا قال "بلير لا يمثل اللجنة الرباعية وإنما هو موظف عندها".