يستضيف متحف بلدية مدينة لاهاي حالياً، سلسلة صور للهولندي يان بانينغ تحمل عنوان «الهويات الوطنية» وتجسد مشاهد لمهاجرين جدد مستلهمة من لوحات من قرون مضت. واختيرت السلسلة من بين آلاف الصور المشاركة لتعرض في المتحف العريق، خصوصاً أنها مستوحاة من أشهر اللوحات الهولندية الكلاسيكية التي أراد بانينغ من خلالها انتقاد سياسات الحكومة الهولندية تجاه الهجرة. وفي واحدة من الصور المعروضة، تظهر الفتاة المغربية نسرين قرب نافذة مغلقة وهي تقرأ رسالة من البلدية التي يقع بيتها ضمن مركزها، تطلب منها أن تستعد لامتحان الاندماج. ويستلهم بانينغ في هذه الصورة لوحة الرسام الهولندي يوهانس فيرمير الشهيرة بعنوان «الفتاة التي تقرأ رسالة قرب نافذة مفتوحة». وتشبه ملابس الفتاة المغربية نسرين في الصورة ملابس الفتاة التي رسمها فيرمير، في إحدى أشهر لوحاته بعنوان «بائعة الحليب». وتعتبر أعمال بانينغ بمثابة بيان «ضد هراء السياسة الهولندية» التي تهيمن عليها قضية الهجرة في السنوات العشر الماضية. ويقول بانينغ في الملصق الترويجي للمعرض: «الادعاءات بأن هولندا تغرق في سيل الهجرة هو ادعاء باطل». ويتابع: «نسبياً، هولندا لم تستوعب في السنوات الأخيرة عدداً أكبر من اللاجئين الذين استوعبتهم في القرون الخمسة الماضية».