إستطاع أحد الأكراد المخطوفين على يد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أن يهرب ويعود إلى أهله كي يروي معاناته ومشاهداته في الأسر، وفق تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية اليوم الخميس. وقالت الصحيفة ان مصطفى حسن لم يكن امضى في قبضة داعش سوى بضع ساعات حين بدأ يخطط للهرب. وبعد 4 أيام، جاءت اللحظة المناسبة. وفيما قام بعض زملائه بإلهاء واعظ يدرسهم بطرح اسئلة عليه، تسلق حسن واحد رفاقه سلماً إلى سطح مبنى مدرسة يحتجزون فيها بحجة جلب المياه ورفع العلم. ومن هناك قفزا عن حائط المدرسة إلى الشارع واستمرا في الهرب إلى أن ساعدهم أهالي البلدة في العودة إلى المنطقة المحكومة من قبل الأكراد في شمال سورية. واضافت انهما "كانا محظوظين، إذ تركا خلفهما العشرات من الأكراد المخطوفين من شمال سورية بيد داعش. والهروب ليس مزحة هناك. فأحد مقاتلي داعش حذرهم مسبقا من أن من يحاول الهرب سيقطعون رأسه. وكان مقاتلو التنظيم المتطرف خطفوا 186 فتى من سورية في 30 ايار (مايو) بينما كانوا متوجهين من قطاع كوباني على الحدود التركية إلى حلب لتقديم إمتحاناتهم. وفي طريق العودة اوقف المسلحون قافلة من الحافلات الصغيرة التي تقل الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 عاما، واقتادوهم إلى مدرسة دينية في منبج، لتعلم القرآن والتدرب على "الجهاد". ولا تزال غالبيتهم العظمى هناك. ووصف مصطفى مقاتلي داعش ب "الأجانب" و "الرهيبين"، موضحاً أنه رأى بينهم "الكثير من الروس والشيشان والليبيين وبعض السعوديين والسوريين أيضاً". وأضاف "سألونا إذا كنا نريد الإنضمام إلى الجهاديين أم لا، لم يرد أحد منا ذلك". وكشف عن معاملة داعش السيئة للمخطوفين، قائلاً أنه "إذا ضج الطلاب أو أثاروا الفوضى، كانوا يُعاقبون بالجَلد بالأسلاك الكهربائية". وتابع "كان يتم ضرب 10 فتيان يومياً، ولكن معظمنا كان يلتزم الهدوء كي لا يُضرب. بعضهم كان يبكي والبعض الأخر يشحب من الخوف. جعلونا نشاهد فيلماً وثائقياً عن العراق فيه أناس يُذبحون".