واشنطن، كابول - يو بي أي، أ ف ب، رويترز - أعلن مسؤولون باكستانيون وأميركيون ان كابول وإسلام آباد تجريان محادثات حول كيفية تحقيق السلام مع المتمردين في أفغانستان، لا سيما شبكة سراج الدين حقاني المتمركزة في اقليم شمال وزيرستان شمال غربي باكستان، والتي تعتبر عدواً رئيسياً لقوات الحلف الاطلسي (ناتو) في أفغانستان. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن المسؤولين ان المحادثات تعكس بداية «ذوبان الثلج» في العلاقات بين باكستانوأفغانستان، والتركيز على التخطيط لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي الذي يخشى المسؤولون في البلدين أن يحصل في وقت أقرب مما هو مقرر. وأشارت إلى ان المسؤولين الاميركيين يعارضون تقرّب باكستان من «شبكة حقاني» الذي يشكل أحد عناصر الجهود الباكستانية - الأفغانية للمصالحة مع المتمردين، «اذ يعتبرون ان الشبكة متوحشة إلى حد لا يمكن مسامحتها أبداً». وكشفت ان رئيس الاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد شوجا باشا زار كابول الشهر الماضي، وأجرى محادثات مع الرئيس حميد كارزاي حول التعاون الثنائي، خصوصاً في موضوع المصالحة مع المتمردين الذين يتخذون من باكستان مقراً لهم، ثم عاد مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني لمواصلة النقاش. وأشارت الى ان الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق حتى الآن، لكن مسؤولاً باكستانياً قال إنهما «متفقان حتى الآن على مد يد المصالحة للمتمردين». وكان رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس أبلغ مجلس الشيوخ الاربعاء أنه اثار مع قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان ستانلي ماكريستال مسألة صلات حقاني بهجمات أفغانستان في لقاء جمعهما اخيراً مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال كياني. على صعيد آخر، تواجه الادارة الأميركية عراقيل في تنفيذ صفقة جديدة لشراء مزيد من المروحيات الروسية لسلاح الجو الأفغاني، يضعها بعض أعضاء في الكونغرس يريدون أن تحصل القوات الأفغانية على مروحيات أميركية، بدلاً من إنفاق أموال دافعي الضرائب على شراء مروحيات من الخارج. وخصصت وزارة الدفاع (البنتاغون) 648 مليون دولار لشراء أو تجديد 31 مروحية نقل روسية من طراز «مي -17» لسلاح الجو الأفغاني، وتسعى إلى شراء 10 مروحيات إضافية العام المقبل وعشرات في العقد المقبل. واتهم أعضاء في الكونغرس الجيش الاميركي بأنه لم يبحث عن حيازة بدائل لطائرات «مي 17»، وان غياب التنافس سمح للشركات الروسية برفع أسعار هذه الطائرة. وقال السيناتور ريتشارد شيلبي إن «برنامج مي - 17 لم يحظ برقابة منسقة أو لم تشمله رقابة بالكامل، ما بدد اموالاً كثيرة وزاد التكاليف وأخر الجدول الزمني، واثار مخاوف تتعلق بالسلامة ومشاكل كبيرة في التسليم». ويضغط شيلبي والسيناتور الديموقراطي كريستوفر دود على «البنتاغون «لإعادة النظر في الصفقة، فيما يقول مسؤولون عسكريون أميركيون وأفغان إن «الطائرة صممت في الأصل كي تستخدم في أفغانستان، والطيارون الأفغان معتادون على هذا الطراز ويصعب إعادة تدريبهم على مروحيات أميركية الصنع». ميدانياَ، قتل جندي فرنسي من فوج المظليين الاول في قصف مدفعي للمتمردين في ولاية كابيسا شمال شرقي كابول، ما رفع الى 44 عدد الجنود الفرنسيين الذين سقوط في افغانستان منذ مطلع 2002، علماً ان فرنسا تنشر 3750 جندياُ في ميدان العمليات الافغاني معظمهم في كابيسا بمقاطعة سوروبي. وكان الحلف الاطلسي أعلن مقتل خمسة من جنوده جنوبافغانستان أول من أمس، أحدهم بريطاني سقط في انفجار في مقاطعة نهر السراج بولاية هلمند الجنوبية. ورفع ذلك الى 274 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا منذ مطلع السنة، ما يثير قلق واشنطن وحلفائها الذين يواجهون معارضة متزايدة من قبل الناخبين بسبب ارتفاع الخسائر. على صعيد آخر، أعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير حول الوضع في افغانستان ان عدد العبوات اليدوية الصنع التي يزرعها المقاتلون في ذلك البلد تضاعف منذ مطلع السنة. وأكد أن «تضاعف الاعتداءات بالعبوات اليدوية الصنع يشكل تصعيداً مقلقاً بعدما ارتفع عدد هذه الحوادث بنسبة 94 في المئة خلال الشهور الاربعة الاولى من السنة الحالية مقارنة بالسنة الماضية»، علماً ان العبوات اليدوية الصنع تعتبر السلاح المفضل لدى «طالبان» وتلحق خسائر فادحة بقوات الحلف الاطلسي والمدنيين.