قال مسؤولون باكستانيون وأميركيون ان كابول وإسلام آباد تجريان محادثات حول كيفية تحقيق السلام مع المتمردين في أفغانستان لا سيما شبكة سراج الدين حقاني المتمركزة في شمال وزيرستان الباكستانية ،والتي تعتبر العدو الرئيسي لقوات التحالف في أفغانستان. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسؤولين ان هذه المحادثات تعكس بداية ذوبان الثلج في العلاقات بين باكستانوأفغانستان، والتركيز على التخطيط لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي الذي يخشى المسؤولون في البلدين أن يحصل في وقت أقرب مما هو مقرر. إلاّ انها أشارت إلى ان أحد عناصر الجهود الباكستانية الأفغانية للمصالحة مع المتمردين وهو تقرّب باكستان من شبكة سراج الدين حقاني التي تتخذ من شمال وزيرستان مقراً لها، يواجه معارضة المسؤولين الأميركيين الذين يعتبرون ان هذه الشبكة متوحشة إلى حد لا يمكن مسامحتها أبداً. وكشفت ان رئيس الاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد شوجا باشا زار إسلام آباد الشهر الماضي وأجرى مع الرئيس حامد كرزاي نقاشات حول التعاون الثنائي لا سيما في موضوع المصالحة مع المتمردين الذين يتخذون من باكستان مقراً لهم. وعاد باشا مجدداً قبل أسابيع يرافقه قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني لمواصلة النقاش. وقالت الصحيفة ان الجانبين لم يتوصلا بعد إلى اتفاق إلاّ ان مسؤولاً باكستانياً قال إنهما متفقان حتى الآن على مد يد المصالحة للمتمردين. ولفتت إلى ان الولاياتالمتحدة تدعم جهود المصالحة إلاّ انها تعارض بشدة أية تقارب مع شبكة حقّاني. وكان رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس أبلغ الأربعاء جلسة في مجلس الشيوخ أنه والقائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي "الناتو" في أفغانستان ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أثاروا مسألة صلات حقاني بهجمات أفغانستان في لقاء منذ وقت قريب مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني. وتعتبر شبكة حقاني فصيلاً رئيسياً بحركة طالبان، وهي تتخذ من منطقة شمال وزيرستان الباكستانية على الحدود مع أفغانستان مركزاً لها، وهي متهمة بشن عمليات في أفغانستان خصوصاً في المناطق الشرقية.