زار الرئيس الأفغاني حميد كارزاي إسلام أباد يوم السبت للمشاركة في جلسة اللجنة الباكستانية - الأفغانية المشتركة للمصالحة مع طالبان. ويؤدي الجيش الباكستاني دوراً علنياً ورسمياً (وهو ما يشعر بأنه الضامن) في المصالحة مع طالبان، ويشارك في الجلسة. وهذه سابقة لا نظير لها. ولا شك في أن زيارة كارزاي هي منعطف لا يستهان بأهميته. والأرجح أن يبرم البلدان اتفاق تجارة بين البلدين، وهو اتفاق دارت المفاوضات عليه طوال عقود. وبموجب الاتفاق هذا، يمنح الجانب الباكستاني إذناً للتجار الأفغان لبلوغ الأسواق الهندية عبر بوابة واجا - أتاري على الحدود بين الهند وباكستان في البنجاب. وهذه خطوة بالغة الأهمية. وترى باكستان ان كارزاي شريك مهم شأنه شأن الأميركيين. و«حوار سلام أفغاني القيادة» هو لواء ترفعه القوى الإقليمية كلها، وكذلك تفعل الولاياتالمتحدة. ولم تكن المعادلات بين كابولوواشنطن يوماً سهلة. وتعاظم تعقيدها أكثر من أي وقت سابق. وبلغت المحادثات حول الشراكة الاستراتيجية، وهي تعبد الطريق أمام مرابطة القوات الأميركية وقتاً طويلاً في أفغانستان، مرحلة حرجة. وإسلام أباد تراقب عن كثب نتائج المحادثات هذه. ويسعدها أن يتشدد الرئيس الأفغاني في المفاوضات مع واشنطن. لقد أعلن الرئيس الأفغاني السابق ورئيس مجلس المصالحة الوطنية، برهان الدين رباني، أن أعضاء في المجلس عقدوا اجتماعات مع أعضاء من قيادة طالبان المنتسبين الى ما يسمى «شورى كويتا» على رأسهم الملا محمد عمر في باكستان. فقنوات الحوار الأفغاني بدأت تتشعب. ويكاد يعصى على التصديق أن ممثلي «شبكة حقاني» زاروا، أخيراً، كابول زيارة أيدها الجيش الباكستاني، وعقدوا محادثات مع كبار المسؤولين الأفغان. وقتل أسامة بن لادن يحرج أوباما في الداخل الأميركي، فهو مطالب بالانسحاب من أفغانستان بعد بلوغ الحرب هدفها، وهو الثأر لهجمات 11 أيلول (سبتمبر). ويطالب المجتمع الدولي وروسيا والصين باكستان بتغيير سياستها الأفغانية، في وقت يسود باكستان جو أمني مخيف. فإسلام أباد متهمة بتوسل الجماعات المسلحة ذخراً استراتيجياً. واليوم، يلقي طلب باكستان الحوار مع طالبان آذاناً صاغية في الدوائر الأميركية. وتتجه موسكو إلى إبرام شراكة استراتيجية مع باكستان. وانبعاث الدور الروسي في أفغانستان هو من جسور التواصل الأفغاني - الباكستاني. وثمة مؤشرات الى تنسيق بين موسكو وبكين. وعقدت الصين وروسيا، شأن باكستان، العزم على عدم إفساح المجال لمرابطة الولاياتالمتحدة عسكرياً في أفغانستان بعد 2014. ويعود الفضل الى سياسة الولاياتالمتحدة في الأعوام الأخيرة في تعميق الشقاق مع باكستانوأفغانستان. فواشنطن رفعت من شأن كارزاي تارة، وأهانته تارة أخرى. وأثارت ريبة باكستان من أهدافها (الأميركية). * سفير هندي سابق، عن موقع «ايجيا تايمز» الهونكونغي، 9/6/2011، إعداد منال نحاس