تونس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - كسبت تونس أمس أبرز رهاناتها في انتخابات المجلس التأسيسي التي شهدت إقبالاً فاق كل التوقعات، وبلغ حوالى 70 في المئة قبل إغلاق مراكز الاقتراع، في أول استحقاقات «الربيع العربي»، وسط توقعات بتصدر «حزب النهضة» الإسلامي لكن من دون غالبية. وأدى الإقبال الكبير إلى تأخر إعلان النتائج التي كانت مقررة ظهر اليوم إلى غدٍ. وقال رئيس «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات» كمال الجندوبي: «سنحاول معرفة النتائج اعتباراً من (اليوم) الاثنين، لكن النتائج الرسمية سيتم الاعلان عنها بعد ظهر الثلثاء خلال مؤتمر صحافي»، مشيراً إلى أن توافد الناخبين إلى جانب بعض المشاكل الفنية قد يؤخران فرز الاصوات. وقالت نائب رئيس الهيئة سعاد التريكي: «سنفعل ما في وسعنا. لقد توافد الناس بأعداد غفيرة ولا يزال ينتظرنا عمل كبير». وأشار الجندوبي، خلال مؤتمر صحافي عقده قبل ساعتين ونصف الساعة من إغلاق مراكز الاقتراع، إلى أن «المعدل الوطني لنسبة المشاركة يقترب من 70 في المئة... ونسبة المشاركين في التصويت فاقت 80 في المئة في بعض الدوائر الانتخابية». وقال: «لم يتمكن التونسيون من الاحتفال بالثورة في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي، لكنهم يقومون بذلك من خلال التصويت بكثافة... لقد جعلوا من يوم الاقتراع يوم احتفال». وأشار إلى «حدوث بعض التجاوزات خلال عملية الاقتراع». لكن رغم تلقي اللجنة المستقلة نحو 800 بلاغ عن مخالفات حتى موعد إغلاق الصناديق، فإن غالبية هذه المخالفات كانت تتعلق باستمرار الدعاية الانتخابية بعد توقف الحملات، ولم تسجل سوى تسعة حوادث «عنف بدني أو لفظي» بينها، بحسب خريطة على موقع اللجنة. ودُعي أكثر من سبعة ملايين ناخب لاختيار 217 عضواً في مجلس تأسيسي، من بين أكثر من 11 ألف مرشح موزعين على 1517 قائمة تمثل ثمانين حزباً سياسياً ومستقلين، تعود بانتخابهم الشرعية لمؤسسات الدولة ولوضع دستور جديد «للجمهورية الثانية» في تاريخ تونس المستقلة، إذ سيشكل المجلس حكومة موقتة ويجهز لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة. ووقف الناخبون في صفوف طويلة لاغتنام فرصة المشاركة في أولى انتخابات «الربيع العربي» التي من المتوقع أن تسفر عن حصول «حزب النهضة» الإسلامي على أكبر نصيب من السلطة، لكن من دون غالبية مطلقة، مما سيجبره على الدخول في ائتلاف سيؤدي إلى تقلص نفوذ الإسلاميين. وقال زعيم «النهضة» راشد الغنوشي قبل الإدلاء بصوته في العاصمة التونسية إن «اليوم تاريخي وتونس ولدت من جديد... الربيع العربي ولد اليوم». لكن فور خروجه من مركز الاقتراع بدأ بعض المصطفين للإدلاء بأصواتهم يصيحون في وجهه. وقالوا له: «ارحل ارحل»، ووصفوه بالإرهابي والقاتل وطلبوا منه العودة إلى لندن.