عاشت الرياضة السعودية والرياضيون أمس يوماً حزيناً بعد إعلان الديوان الملكي نبأ وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، وفقدت الأمة العربية شخصية بارزة مرموقة دعمت الرياضة والأندية السعودية في المحافل الرياضية كافةوقدمت خدمات جليلة لشباب الوطن في شتى الألعاب المختلفة الجماعية منها والفردية، ورحل سلطان الخير صاحب الأيادي البيضاء ولم ترحل ذكراه الطيبة التي خلدها التاريخ في سجل الرياضة السعودية، فهو أحد أبرز وأميز القادة الذين عملوا على ترسيخ مفهوم الإنجاز الرياضي السعودي وتفعيل لغة التفوق الميداني في جميع المشاركات الرياضية. وُعرف عن فقيد الوطن والأمة الإسلامية الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله - حب الخير والكرم والجود والبشاشة، ورسم البسمة على شفاه الرياضيين من أبناء هذا الوطن الغالي، فقد كان يمثل الأب الحنون لجميع الرياضيين من مسؤولين ولاعبين، وهو من يشيد بهم ويشجعهم ويحفزهم في كل عمل يخص مجالهم الرياضي، واهتم كثيراً بموضوع الأخلاقيات مع جميع المنتخبات الوطنية التي تشارك باسم الوطن، وكان يذكّرهم بتقوى الله في السر والعلن، وينصحهم بالالتزام بأداء الصلاة والتحلي بالآداب الإسلامية في كل مكان، وأن يظهروا بأخلاق طيبة عالية تعكس ثقافة الشباب السعودي، وينصحهم برفع علم وطنهم في المحافل الدولية، وتشريف بلادهم خير تشريف في كل مشاركة رياضية خارجية باسم الوطن. وحرص الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز على تكريم اللاعبين الموهوبين والمميزين في عالم الكرة، وكافأ بعض النجوم المبدعين بهدايا ثمينة لها الكثير من المدلولات النفسية المعنوية في مناسبات رياضية كبيرة أمام الحضور والقنوات الفضائية، إذ أهدى قلمه الخاص «الفاخر» إلى هداف الأهلي سابقاً مالك معاذ في نهائي كأس ولي العهد (2007 – 2008) بعد تألقه اللافت والمبهر أمام الاتحاد في مواجهة النهائي التي انتهت بفوز الأهلي وحصوله على الكأس الغالية، ومنح مهاجم النصر محيسن الجمعان الهدية نفسها «قلمه الخاص» بعد مواجهة الشباب في نهائي كأس ولي العهد لتكون أجمل ذكرى من صاحب الأيادي البيضاء على الرياضيين، ولن ينسى قائد الهلال والمنتخب السعودي صالح النعيمة كلمات أخ الجميع الأمير سلطان بن عبدالعزيز عندما كان رأسه مشجوجاً بعد إحدى المباريات، إذ قال له ثلاث مرات : «بيض الله وجهك»، ويؤكد النعيمة أن هذه الكلمات لا يمكن أن تغيب عن ذاكرته طوال حياته. ووقف داعم الرياضة السعودية الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله – مع المنتخبات السعودية في الكثير من مشاركاتها الخارجية، واستقبل المنتخب السعودي الأول بعد حصوله على كأس آسيا في المرات الثلاث 1984 في سنغافورة ، و1988 في قطر ، و1996 في الإمارات، وقدم لهم مكافآت مالية تشجيعية، كما كرم الرياضيين الذين حققوا الميداليات الأولمبية عام 2000 تكريماً يليق بالحدث، وكان من أكبر الداعمين لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، ودعم المنتخب السعودي الذي شارك في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا عندما خصص طائرة خاصة للبعثة ذهاباً وإياباً وكان على اتصال دائم طوال الوقت بالبعثة حتى عادت بلقب أبطال كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة، ما كان له الأثر الإيجابي في نفوس هذه الفئة الغالية، وبعد العودة لأرض الوطن استقبل الوفد بالكامل وكرم الجميع وكان سعيداً بالإنجاز العالمي، مؤكداً للجميع أن فرحته بالإنجاز كانت مضاعفة بعدما تحقق الإنجاز على يد جهاز فني وطبي وطني كامل ومثل هذه الإنجازات التاريخية الكبيرة تدعو للفخر والاعتزاز لأفراد الشعب السعودي كافة. ولم يقتصر دعم سلطان الخير على المنتخبات السعودية فقط، بل وقف مع الأندية السعودية التي تشارك خارجياً من دون استثناء، وقدم دعماً سخياً لها في سبيل أن تظهر بالشكل المشرف لوطنها، وقد دعم نادي النصر إبان استضافته لبطولة كأس الكؤوس الآسيوية التي أقيمت في الرياض بمبلغ مالي كبير من أجل إظهار استضافة الحدث وأمور التنظيم بشكل لائق جداً، كما قدم دعماً مالياً لنادي الشباب خلال مشاركاته الخارجية في التسعينات الميلادية، ودعم الكثير من الأندية مالياً، ثم استقبلها بعد تحقيقها الإنجازات والبطولات والألقاب الذهبية، وكان خير داعم للقيادات الرياضية المتعاقبة، ويذلل الصعاب التي من شأنها التأثير على المشاركات السعودية في المحافل القارية والدولية.