أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتانياهو إستعداده بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية بالإضافة إلى عمليات البناء على الأراضي التي تمتلكها الدولة في الضفة، شرط قبول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إستئناف محادثات السلام بين الطرفين. بحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين، لم يرد أي جواب من جانب عباس حتى هذه اللحظة، إلا أنه هدد في الأونة الأخيرة بالإستقالة إذا لم يحصل أي تطور ديبلوماسي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن عرض نتانياهو ليس بجديد، وإن موقف إسرائيل بإستئناف المفاوضات دون أي شروط مسبقة لم يتغير. هذا التطور حصل بعد زيارة مفاجئة قامت بها وزيرة خارجية كولومبيا ماريا أنجيلا هولغين إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك بطلب من الرئيس الكولومبي خوان مانيوال سانتوس الذي حاول إطلاق وساطةٍ بين الطرفين لكسر الجليد في العلاقات بين الطرفين. وذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية أن جهود الوساطة بدأت في 11 تشرين الأول (أكتوبر) بعد زيارة عباس لكولومبيا العضوة في دورة مجلس الأمن الحالية في مسعى لإقناعها بدعم الطلب الفلسطيني بقبول عضويتها في الأممالمتحدة. كما ذكرت الصحيفة، أن المبادرة الكولومبية حظيت على بركة الولاياتالمتحدة بعد إتصال الرئيس الكولومبي بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون طالباً القيام بهذه الوساطة نتيجة العلاقات المميزة التي تربط كولومبيا بالطرفين. واضافت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الكولمبية قالت لنتانياهو أن عباس هدد بالإستقالة من منصبه في غضون ثلاثة أشهر إذا لم يحصل أي تطور في طلب العضوية للأمم المتحدة أو في المفاوضات مع إسرائيل في حال حصولها. وأعرب نتانياهو عن عدم اهتمامه لهذا التهديد، وأنها ليست المرة الأولى التي يهدد فيها عباس بالإستقالة ولن تكون الأخيرة. كما نقلت هولغين عن عباس أنه بحاجة إلى خطوة رمزية من إسرائيل في ما يخص مسألة الإستيطان. فأجاب نتانياهو أنه مستعد للقيام بهذه الخطوة إذا كانت ستؤمن عودة عباس إلى طاولة المفاوضات. وفي حين وافق نتانياهو على تجميد بناء المستوطنات من قبل الحكومة، و على الأراضي التي تملكها الحكومة إلا أنه رفض تجميد البناء التي يتولاها مقاولون مستقلون وعلى الأراضي التي يمتلكونها. و يجدر الإشارة هنا أن نسبة قليلة فقط من البناء ممول من الحكومة ويجري على اراضيها. وفي الإطار ذاته قال نتانياهو، أن الفلسطينيين يستخدمون حجة المستوطنات كحجة لعدم العودة إلى طاولة المفاوضات، مضيفاً أن البناء الذي حصل في عهد حكومته يبقى أقل بكثير من البناء الذي حصل في عهد الحكومات السابقة.. من جهة أخرى أشار أحد المسؤولين الإسرائيليين، ليس مهتماً بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وأنه يفضل ألإستمرار في مسعاه للإنضمام إلى الأممالمتحدة، وأن عمليات تبادل الأسرى التي حصلت مؤخراً ستعزز هذا المسعى.