أكدت أوراق عمل منتدى المرأة الاقتصادي 2012 الذي اختتمت أعماله أمس، أهمية الشركات العائلية في نمو الاقتصاد، وتحقيق نسبة استثمارات عالية على مستوى منطقة الخليج العربي، «في حال إشراك المرأة بصورة فعلية، بعيداً عن تهميشها». وكشفت عضو مجلس إدارة «غرفة الشرقية» سميرة الصويغ، في ورقة بعنوان «دور المرأة في ضمان استمرارية الشركة العائلية»، أن «استثمارات الشركات العائلية في المملكة تفوق 250 بليون ريال، أي ما يعادل 25 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة»، مبينة أن الدراسات تؤكد أن أكثر من 90 في المئة من إجمالي الشركات في المملكة عائلية، وأن 5 في المئة منها تستمر حتى الجيل الثالث من أفراد العائلة، مؤكدة حاجة الشركات إلى «التطوير والتهيئة لعصر العولمة وانفتاح السوق». وقالت الصويغ، أمام حشد نسائي من القيادات النسائية العربية، خلال الجلسة التي ترأستها مديرة العلاقات المسؤولية الاجتماعية في «روابي القابضة»، نوف التركي، التي دارت حول «دور المرأة في الشركات العائلية»، إن «75 في المئة من الشركات العاملة في القطاع الخاص في دول مجلس التعاون الخليجي، هي شركات عائلية، وتقترب أصولها من تريليون دولار، وتستوعب أكثر من 70 في المئة من إجمالي القوى العاملة في المنطقة». وأوضحت أن حجم الشركات العائلية في المنطقة ذاتها «يصل إلى 92 في المئة، باختلاف الأحجام ورؤوس الأموال، و10 في المئة منها يديرها الجيل الثالث من العائلة، و20 في المئة يديرها الجيل الثاني، و70 في المئة يديرها مؤسسوها». وانتقدت «ضعف وتحجيم دور المرأة في الشركات العائلية في المملكة، إذ لا تصل نسبة عملها إلى 5 في المئة، مقارنة بدول أخرى، مثل بريطانيا، التي تبلغ نسبة مشاركتها في الشركات العائلية 12 في المئة، وتصل في النروج إلى 40 في المئة»، مشددة على الحاجة إلى «زيادة نسبة مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار». وعن التحديات التي تواجه المرأة في هذه الشركات، اعتبرت «التمييز المجتمعي عائقاً أمامها، إضافة إلى الكفاءة والتأهيل، وانعدام التفاعل الأسري». وطالبت ب «عدم تهميش دور المرأة في الشركات العائلية، وتنظيم العلاقة بين الشركة والأسرة، وتفعيل حوكمة الشركات العائلية عبر تعزيز الشفافية، واستحداث برامج تمكين المرأة في الشركة، وتدريبها وتمكينها لتولي مناصب قيادية فيها». بدورها، أوضحت مديرة معهد العمل العائلي والريادي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة جوزيان سريح، أن «أعداد النساء في العالم تتزايد لناحية دخولهن في قطاع الأعمال، إذ بلغت النسبة 46 في المئة، ومتوسط الربح في الأعمال عالمياً، للرجال 30132 دولاراً، أما للنساء فيبلغ 18.996 دولاراً»، لافتة إلى دراسة أجرتها الجامعة الأميركية في لبنان، حول الفارق في معدل الربح بين الرجال والنساء، أظهرت «علاقة ايجابية بين التحصيل العلمي والربح». وأشارت سريح، إلى دراسة أخرى توضح أن «أكثر من 25 في المئة من المؤسسات العائلية تنتظر امرأة على رأسها»، موضحة أن الدراسة نفسها بعد سبعة أعوام، وتبين أن 34 في المئة من المؤسسات العائلية تنتظر امرأة على رأسها. واقترحت سريح، في ختام ورقتها، بأن يتم «عمل دراسة للعمل العائلي، والتواصل بين أفراد العائلة بطريقة علمية، وبذلك تحافظ المؤسسة على المميزات التنافسية الخاصة لها». من جانبه، أكدت المديرة التنفيذية لمدارس العزيزية التعليمية الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي، ضرورة «تكريس الطاقة والجهد لتأمين الجودة الفعالة في الأعمال، لبناء نظم العمل في الأعمال الصغيرة، لأن ذلك يكون مصدراً لتحقيق الطموح وخدمة الأهداف». وأشارت خلال مشاركتها في جلسة «المرأة المبادرة في الأعمال»، في الملتقى أمس، إلى أن دراسات حديثة أجرتها منظمة «الخليج للاستثمارات»، كشفت ان «نسبة المصانع الصغيرة والمتوسطة بلغت 75 في المئة من مصانع السعودية». أما الأمين العام لمجلس سيدات الأعمال العرب خيرية الدشتي، فتحدثت في ورقتها «الأسر المنتجة بين التدريب والتطوير والتمويل والتسويق» عن واقع الأسر المنتجة، وكيفية تحويلها إلى أصحاب مشاريع صغيرة مستقلة، مشددة على أن تحويل الأسر من مشاريعها البسيطة إلى صغيرة مرخصة يتطلب «تمكين تلك الأسر والمرأة اقتصادياً، وتدريبها وتأهيلها، وخلق روح العمل والمنافسة والطموح فيها سيكون حافزاً لاستمراريتها وناصراً لها في الأزمات». الحريري تدعو القيادات النسائية إلى تجاوز الأخطاء التركي تشدد على «بيئة» عمل لمشاركة المرأة في التنمية