أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تأييد بلاده حصول تقارب بين الجزائر والحكم الجديد في ليبيا بقيادة المجلس الوطني الانتقالي. وأوضح هيغ الذي يزور الجزائر، أمس، أنه جاء «للبحث في قضايا ثنائية وملف ليبيا والملف السوري وفضاء المغرب العربي». وشرح في مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، سبق لقاء جمعه مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الإجراءات التي اتخذتها بلاده في حق خمسة أشخاص تشتبه في كونهم على علاقة بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقال: «حالياً ندقق في المسألة ونشتغل في التحقيقات بمساعدة دول معنية بالملف». ورداً على سؤال عما إذا كانت بريطانيا تملك معلومات أكيدة تدين إيران في هذه المؤامرة، أجاب: «القضية تندرج في إطار القانون الدولي، وبريطانيا اتخذت جملة من التدابير بينها تجميد أرصدة خمسة أشخاص مشتبه فيهم». وفي شأن الموضوع الليبي، صرح مدلسي بأن العلاقات بين الجزائر والمجلس الوطني الانتقالي تسير في «الاتجاه الحسن». وقال: «كانت لدينا علاقات غير رسمية مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي وأصبحت اليوم رسمية»، مشيراً إلى أن الاتصالات «منتظمة» وهي «تقريباً يومية» مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل أو رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل أو مسؤولين آخرين. وأشار إلى أن سفير الجزائر بطرابلس زار الثلثاء عبدالجليل، كما أشار إلى زيارة مرتقبة لوفد من المجلس الانتقالي إلى الجزائر. وبخصوص عائلة القذافي اللاجئة في الجزائر، جدد مدلسي تأكيد أن الجزائر استقبلتها «لأسباب إنسانية... والسيد عبدالجليل اعترف بأنه كان يحق لنا القيام بذلك». وحول هذا الموضوع، قال وليام هيغ إن خطوة التقارب الجزائرية - الليبية «مرحب بها لأنها خطوة تهدف إلى توثيق العلاقة بين الحكومتين»، ولفت إلى أنه «سمع من مدلسي شروحات حول ظروف استقبال عائلة القذافي». لكنه، في المقابل، حض على التعاون مع المجلس الانتقالي في سعيه لتسلم أفراد العائلة أو المسؤولين الذين تطلبهم العدالة الدولية. وأضاف: «كانت لنا مناقشة جيدة في هذا الشأن وستكون أخرى ثلاثية، جزائرية - بريطانية - ليبية، ونؤكد أننا سنعمل بصورة مستمرة على ملف الأشخاص الهاربين (من ليبيا) والذين هم محل بحث من العدالة الدولية من أجل تطبيق القانون». وفي سياق آخر، صرح هيغ بأن بريطانيا تولي الأولوية في مجال التعاون الأمني مع الجزائر للبلوغ إلى «تحرك فعلي» للتصدي للإرهاب في منطقة المغرب العربي. وأضاف: «نحن نقيم تعاوناً قوياً في هذا المجال (مع الجزائر) ولكن هناك الكثير من القدرات يجب تطويرها بين صناعات الدفاع لدى كلا البلدين».