بدأ رئيس الحكومة الليبي علي زيدان، أمس، زيارة رسمية للجزائر هي الأولى له للخارج منذ توليه منصبه قبل أسابيع. وقال زيدان الذي يلبي دعوة من الوزير الأول عبدالمالك سلال: «نود أن نكسب قلب الجزائر وعلاقة الشعب الجزائري ونقول لإخواننا في الجزائر إن علاقتنا ينبغي أن تكون علاقة محبة وتعاون». ورافق زيدان وفد ليبي مهم، وفق بيان لرئاسة الحكومة الجزائرية، لكن لم يتم كشف هوية أعضائه. لكن مصادر في الجزائر تحدثت عن وجود قيادات أمنية ترافق زيدان وستكون لها محادثات مع وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية. وصرح زيدان إلى صحافيين في مطار هواري بومدين بأن زيارته الجزائر جاءت «للتأكيد على معاني العروبة والوطنية التي تعلمناها ونحن أطفال من الثورة الجزائرية فتكوّنت في أنسجتنا وسارت في دمائنا». وأضاف: «اخترت الزيارة الأولى للجزائر لتأكيد هذه المعاني قولاً وعملاً ومن أجل مستقبل واعد يجمعنا على التعاون وعلى التفاهم والاحترام المتبادل وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية». وزاد: «نود أن نكسب قلب الجزائر وعلاقة الشعب الجزائري ونقول لإخواننا في الجزائر إن علاقتنا ينبغي أن تكون علاقة محبة وتعاون». وحيّا الشعب والحكومة الجزائريين وكذلك الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قائلاً «عرفنا الرئيس بوتفليقة مناضلاً فذاً وقبل ذلك ديبلوماسياً بارعاً وسياسياً يتسم بالعقل والمسؤولية وروح المبادرة الفعالة». واستبقت الحكومة الجزائرية وصول زيدان بخطوة ديبلوماسية إيجابية، حين أعطت الموافقة على تعيين محمد مختار أحمد مازن سفيراً لليبيا لدى الجزائر. وهو أول سفير لليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011، ويأتي خلفاً للسفير عبدالمولى سالم غضبان الذي تقدم بطلب إلى السلطات الجزائرية لمنحه حق اللجوء السياسي بعد سقوط نظام القذافي. ويُنظر إلى قرار الموافقة على تعيين سفير ليبي في الجزائر من المحسوبين على الثورة التي أطاحت القذافي على أنه طي لصفحة الخلافات مع المسؤولين «الجدد» في البلد الجار، كما أن القرار يأتي بعد خطوات «تطبيع» بين الحكومتين في أعقاب أزمة عميقة تسببت فيها تصريحات لمسؤولين في المجلس الإنتقالي الليبي الذي أدار البلاد خلال الثورة اتهموا فيها الجزائر بدعم النظام المتهاوي. وتتكتم الجزائر عما إذا كانت محادثات زيدان ستتناول ملف عائلة القذافي، في خضم أنباء تحدثت عن مغادرة جميع أفراد العائلة الأراضي الجزائرية باستثناء أرملة القذافي صفية فركاش. وتعد زيارة زيدان الثانية لمسؤول ليبي بهذا المستوى للجزائر بعد زيارة الرئيس السابق للمجلس الإنتقالي مصطفى عبدالجليل في نيسان (أبريل) الماضي. وترغب الجزائر في حصول تنسيق أمني على حدودها المشتركة مع ليبيا والتي تمتد على مسافة ألف كيلومتر، من أجل الحد من تدفق السلاح الليبي نحو الجزائر وتحرك «الجماعات الجهادية». وفي الشق الاقتصادي تسعى شركة المحروقات الجزائرية «سوناطراك» إلى استئناف نشاطها في ليبيا بعد مغادرة حقول النفط التي فازت باستثمارات فيها في عهد القذافي.