دمشق، انقرة، نيقوسيا - «الحياة»، رويترز، اب، ا ف ب - عقد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اجتماعاً ليل اول امس الاثنين مع وفد من المجلس الوطني السوري، في لقاء هو الاول من نوعه للمجلس مع جهة حكومية عربية او غربية منذ اعلان تشكيله الشهر الماضي. كما يأتي في اعقاب تهديد وزير الخارجية السوري وليد المعلم باتخاذ اجراءات قاسية بحق اي دولة او جهة تعترف او تتعامل مع المجلس الوطني الذي وصفه بانه «غير شرعي». غير ان داود اوغلو شرح مبررات عقد الاجتماع بقوله: «مع الأسف، ورغم كل دعواتنا فان اعمال القتل لم تتوقف، ولذلك كان طبيعياً بالنسبة الينا ان نجتمع مع كل الاطراف». وقال مسؤول في الخارجية التركية إن أوغلو طلب من أعضاء المجلس التوحد والتماسك والعمل بطريقة سلمية من أجل التحول الديموقراطي في سورية، مشددا على أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر. واضاف ان على المعارضة السورية ان تحافظ على وحدتها وان تعمل على الانتقال الديموقراطي للسلطة في سورية، معلنا ادانته لعمليات الاغتيال التي استهدفت معارضين في سورية. وقال عضو المجلس خالد خوجة الذي يعيش في تركيا إن مندوبي المجلس عقدوا اجتماعا الاثنين في إسطنبول لتشكيل أمانة عامة. وكانت تركيا استضافت أكثر من مؤتمر للمعارضة السورية في الخارج. وعقد اجتماع لمعارضين سوريين بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية في 26 نيسان (ابريل) الماضي، تلاه مؤتمر في مدينة انطاليا التركية في حزيران (يونيو)، شارك فيه أكثر من 300 معارض سوري تحت اسم المؤتمر السوري للتغيير. تبعه مؤتمر تحت اسم الإنقاذ الوطني السوري في تموز (يوليو) الماضي. وفي اول تحرك من نوعه في محافظة السويداء أعلن «تجمع القوى الوطنية» أنه «جزء من الثورة السورية»، مطالباً بإسقاط النظام ومعلناً تأييده المجلس الوطني السوري. وأصدر التجمع بيانه الأول بعد تنسيق بين نحو 16 هيئة سياسية وثقافية واجتماعية ولجان تنسيقية، وووقعه 500 ناشط ومؤيد من أبناء محافظة السويداء داخل سورية وخارجها. وعلى الصعيد الامني بقيت مواجهات امس بين المتظاهرين والقوى الامنية على حدتها واتساعها، واضافة الى منطقة درعا جنوب سورية، تكثفت امس المداهمات التي تقوم بها القوات الامنية والعسكرية في مناطق اخرى من البلاد خصوصا في منطقة حمص وريفها. وقتل ثلاثة مدنيين وجرح العشرات في ريف درعا خلال اطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن. كما قامت القوات السورية بتكثيف حملات المداهمة في منطقة حمص وريفها بشكل خاص. ويأتي ذلك غداة قتل ما لا يقل عن 33 شخصا برصاص الامن وقتل 11 عسكريا على ايدي عناصر يعتقد بانها «منشقة» عن الجيش خلال الساعات ال24الاخيرة بينهم 27 مدنيا وسبعة عسكريين في حمص وريفها. وفي دير الزور، قالت لجان التنسيق المحلية ان «عددا كبيرا من المصفحات والمدرعات كانت تتجه الى وسط المدينة، في حين اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان «الاجهزة الامنية اعتقلت صباح الثلثاء الناشطين فاضل جبر وجعفر القاسم خلال مداهمة المنزل الذي كانا يتواريان فيه في دير الزور». وافاد ناشط من مدينة القصير (ريف حمص) فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «ان القوات تحاصر القرى التابعة للقصير منذ البارحة منذ ان اعلن نحو 40 جنديا انشقاقهم عن الجيش وهربوا نحو البساتين باتجاه الحدود اللبنانية». واعتبر الناشط ان «حمص هي بركان ثائر» لافتا الى ان «التواجد الامني والعسكري الكثيف لم يثنِ اهالي الاحياء عن الخروج والتظاهر».