يقف ممثل الكرة السعودية فريق الاتحاد على أعتاب مرحلة تعد الأهم في مشواره في واحدة من أكبر استحقاقات القارة الآسيوية، عندما يستضيف الليلة نظيره فريق شونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي، على ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة، ضمن مباريات الذهاب لدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال آسيا، التي يصفها النقاد والمتابعون أنها المواجهة الأقوى في هذه البطولة كونها تجمع بين فريقين سبق وأن حققا اللقب القاري، فضلاً عن تقديمهما لعطاءات مميزة رشحتهما بقوة على الاستحقاق الآسيوي. وتتجه أنظار محبي الكرة في القارة الصفراء صوب هذا النزال، الذي من المنتظر أن يشهد حضوراً جماهيرياً غفيراً يدعم الفريق السعودي لتخطي عقبة شونبوك الباحث عن الفوز أو الخروج بالتعادل في أدنى الاحتمالات، وما يصعب مباراة اليوم رغبة الفريقين القوية في استعادة أمجادهما مجدداً، فالاتحاد حقق لقبي 2004 و 2005، ويسعى جاهداً لإعادة اللقب إلى متحفه في غرب آسيا، بينما أحرز شونبوك لقب النسخة الجديدة في 2006، ويأمل هو الآخر لأن يبقى اللقب في شرق القارة التي حصدت فرقها خمسة ألقاب متتالية عبر شونبوك الكوري وأوراوا دايموندز الياباني وغامبا اوساكا الياباني وبوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي وسيونغنام إلهوا الكوري الجنوبي. ويدرك المدير الفني لفريق الاتحاد ديمتري دافيدوفيتش الذي قاد الاتحاد لأول لقب قاري في عام 1999 أهمية اللقاء وقوة الفريق المنافس، لذلك من المؤكد أن يحشد أسلحته الهجومية رغبة في قطع نصف المشوار نحو النهائي المصحوب مع تأمين دفاعي يسهم في الحفاظ على مرماه نظيفة، مستفيداً من درس سيول الكوري الجنوبي في المواجهة الأولى من دور ربع النهائي إذ ان تمكن سيول من تسجيل هدف في جدة كاد أن يكلف الفريق الخروج من البطولة على رغم فوزه بثلاثة أهداف في تلك المباراة، وسيدفع المدرب البلجيكي بأوراقه الرابحة مفعلاً لأدوار لاعبيه بما يتوافق ومجريات اللقاء، معتمداً على الأداء المتوازن من دون مبالغة مع الاستثمار للفرص المتاحة أمام مرمى ضيفه. ويساعد الجهاز الفني للاتحاد وجود لاعبين يتمتعون بالخبرة والمهارة الفائقة، وإجادتهم للتعامل الأمثل في هذه المباريات التي تمثل انعطافة في مسيرة الفريق في استحقاقاته سواءً كانت محلية أم قارية، وسيفتقد الفريق الاتحادي لاعب الارتكاز محمد أبو سبعان بسبب البطاقتين الصفراوين، وسيعود حارس مرمى الفريق مبروك زايد لحماية العرين الاتحادي عقب غيابه عن مشاركة في مباراة دوري المحترفين، ما سيعطي الفريق إلى حد كبير الاطمئنان على شباكه نظير ما يملكه من إمكانات وخبرة عاليتين، وسيلعب الرباعي حمد المنتشري وأسامة المولد ومشعل السعيد وراشد الرهيب في خط الدفاع، وتمتاز المنطقة الخلفية بالتنظيم والتجانس يساعدهم في ذلك الخبرة والقدرة على التغطية اللصيقة وإجادة الألعاب الهوائية، بينما سيتواجد الخماسي محمد نور وسعود كريري والبرازيلي جيرالد ويندل والبرتغالي باولو جورج والكويتي فهد العنزي أو سلطان النمري، فجميعهم يملكون المستوى المميز ويعول عليهم الجهاز الفني كثيراً في صناعة اللعب من جهة وربط خطوط الفريق من الجهة الأخرى، فضلاً عن قدرتهم في تسجيل الهداف، اذ انهم لديهم الحاسة التهديفية، في حين سيبقى المهاجم نايف هزازي وحيداً في المقدمة. وعن الأوراق الرابحة الباقية على مقاعد البدلاء يضل اللاعب الجزائري عبدالملك زياية أحد مفاتيح الفوز التي ربما يستعين بها المدرب الاتحاد في أجزاء من المباراة إذا ما دعت الحاجة لخدماته، وبالنسبة للجانب الدفاعي فهناك رضا تكر وصالح الصقري، وفي خط الوسط سيوجد مناف أبو شقير. في المقابل، شونبوك موتورز يسعى للثأر من مواطنه سيول، اذ سيدخل هذا اللقاء بحسب ما أعلنه مديره الفني تشوي كوانغ هي مهاجماً ولن يلعب بالطريقة الدفاعية، مستفيداً من حال (الفورة) التهديفية لفريقه في هذه المسابقة التي نجح حتى الآن في إحراز 26 هدفاً كمؤشر جيد يدل على وجود مهاجمين من طراز عال، لذلك تتمثل خطورة الفريق الكوري في مهاجميه ولاعبي الوسط الذي يجيدون (الرتم) السريع في صناعة الهجمة واختراقات الدفاعات عبر جبهات عدة يقودها البرازيلي إينيينو جونيور، وربما يكلفه هذا التسرع إلى نتيجة تصعب مهمته في مباراة كوريا الأسبوع المقبل، خصوصاً وأن مستضيفه يتميز بالاستفادة دوماً من حال تقدم منافسيه لسرعة ويندل والعنزي ونور. وتبدو نقطة ضعف دفاعات الفريق الكوري واضحة في المباريات الماضية، إذ يعيب عليهم اقتناص الكرات الهوائية مع غياب الرقابة الملازمة لمهاجمي الخصوم، فعلى رغم تخطي سيروزو أوساكا الياباني بستة أهداف في مقابل هدف إلا أن ولوج الفريق الياباني لخمسة أهداف في مجموع المباراتين نذير لحال الهوان التحصينات الكورية، ومن المنتظر أن يشرك المدرب الكوري تشوي كوانغ هي العناصر نفسها التي شاركت في مباراتي أوساكا، اذ سيلعب مين سونغ في حراسة المرمى ومن أمامه أربعة مدافعين، سيك سون وشوي سونغ وهوان شو وشون يو، وأما في الوسط سيلعب بأربعة لاعبين، إنينيو جونيور وساتغ سيك وكيم وينجاي وبارك سي، ومهاجمين البرازيلي لويس هنريكه ولي دونغ غوك، والأخير سجل ستة أهداف في مباراتي أوساكا، ويعد من أخطر لاعبي الفريق ويعلق عليه الكوريين آمالاً عريضة في قيادة فريقهم للفوز بعد نشوته بالعودة لصفوف منتخب بلاده أخيراً. وسبق للفريقين أن التقيا وجهاً لوجه في دور نصف النهائي عام 2004 ونجح الاتحاد يومها في الفوز في جدة بهدفين في مقابل هدف، وتعادلا بهدفين لمثله على ملعب مدينة جيونجو، وسيدير المباراة تحكيمياً البحريني نواف شكر الله ويساعده العماني حامد المياحي والكويتي ياسر مراد، ويراقبها السيرلانكي أرشيلاج سونيل، فيما يراقب الحكام السنغافوري شيا آن جو.