واصلت القوات الاميركية في العراق انسحابها من المواقع والقواعد، تنفيذاً للاتفاق الامني بين بغداد وواشطن الموقع عام 2008، فيما استمر الجدل في موضوع المدربين الاميركيين للقوات العراقية نهاية العام الجاري. وأعلن الناطق باسم الحكومة علي الدباغ بقاء 20 موقعاً وقاعدة فقط من قواعد ومواقع القوات الاميركية لم يتم اخلاؤها لغاية الآن. وقال الدباغ في بيان إن «القوات الاميركية تواصل إخلاء هذه المواقع من الافراد والمعدات وتسليمها للحكومة العراقية طبقاً لاتفاق سحب القوات الموقعة بين حكومتي جمهورية العراق والولايات المتحدة الأميركية». وأضاف إن «القواعد والمواقع التي تم اخلاؤها بلغت 485 موقعاً وقاعدة ما يمثل نجاحاً للطرفين في تنفيذ الالتزامات». وكانت القوات الأميركية المقاتلة انسحبت من قاعدة البتيرة في محافظة ميسان، جنوب العراق، الاحد الماضي وسلمت المهام الامنية في المحافظة الى القوات العراقية وتم سحب الكتيبة القتالية الرابعة في الفرقة المدرعة الأولى، وهي وحدة عسكرية كان يفترض أن تكون آخر المجموعات المقاتلة التي تغادر العراق. وأكدت الحكومة المحلية في الموصل ان آخر الجنود الاميركيين غادروا المدينة وان الامن هناك اصبح مسؤولية القوات العراقية. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة ان مفاوضات الحكومة العراقية مع الجانب الاميركي متوقفة حالياً عند موضوع الحصانة القانونية للمدربين الذين سيبقون في العراق بعد عام 2011 الامر الذي تصر عليه الادارة الاميركية بشدة. ويسعى الجانب الاميركي الى الاحتفاظ ب 160 عنصراً لحماية السفارة في بغداد اضافة الى خمسة آلاف مدرب، فيما طالبت الحكومة العراقية بخفض هذا العدد الى ثلاثة آلاف. في هذه الأثناء أكد التيار الصدري ان زعيمه مقتدى الصدر اجرى اتصالات مع دول الاتحاد الأوروبي من اجل أن تكون هناك بدائل لتوفير المدربين. وقال رئيس «كتلة الاحرار» التابعة للتيار امير الكناني ل «الحياة» «ان بقاء مدربين اميركيين يعني استمرار الاحتلال وهذا لن نقبل به مطلقاً ونرى ان هناك دولاً يمكن ان ترسل مدربين الى العراق اذا كانت القوات العراقية تحتاج الى تدريب». وأضاف: «ان التيار الصدري يجري اتصالات الآن مع الاتحاد الأوروبي والمؤتمر الاسلامي وروسيا والصين وفرنسا من اجل ان يكون هناك بدائل». وأبدى رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب خالد الملا استغرابه المواقف السياسية الداعية إلى بقاء عناصر من الجيش الأميركي بحجة تدريب القوات العراقية. وقال في بيان امس ان «خروج القوات الأميركية من العراق وفق الاتفاق الأمني بين البلدين يصب في مصلحة بناء العراق واستقرار المنطقة». وأضاف: «إننا نخشى أن يمتد عملهم إلى أكثر من مهمتهم المزعومة لكي يربكوا ويخلخلوا الوضع في العراق ويفرضوا سياستهم».