قال المبعوث الدولي والعربي السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، إن بيان «جنيف1» كان «سطحياً وتوافقياً»، وإن الفشل في تحويله قراراً من مجلس الأمن كشف باكراً حجم الخلافات الأميركية- الروسية، ما جعل أي تقدم نحو «المرحلة الانتقالية» متعذراً. وبرر قبوله مهمة بدت باكراً «شبه مستحيلة، بل مستحيلة»، بأن الأممالمتحدة لا تستطيع الاستقالة من مسؤولياتها، لأن الفشل وارد أو مرجح. وكان الإبراهيمي يتحدث إلى «الحياة» في حوار شامل تنشره بدءاً من اليوم. (لقراءة الحوار) وقال الإبراهيمي إنه صارح الرئيس بشار الأسد «أن بلادنا تحتاج إلى التغيير، والناس لدينا يشعرون بأننا خذلناهم وخيبنا آمالهم. لم نقدّم لهم ما كانوا يتوقعون منا. ولهذا ينتظرون التغيير...». وأضاف أنه اقترح على الأسد الانتقال من موقع الملك إلى موقع «صانع الملك»، وأن الرئيس السوري ردَّ بأن ليس من حق أحد أن يحرمه حقه في ترشيح نفسه. وأعرب عن اعتقاده بأن الأسد لم يفكر يوماً في التنحي أو تقديم أي تنازلات، خصوصاً لمعارضة الخارج. وذكر أنه حاول أكثر من مرة الاجتماع بنائب الرئيس السوري فاروق الشرع لكن محاولته اصطدمت بالموقف الرسمي المعارض. ولم يستبعد أن يكون الشرع تضرر نتيجة تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ودعا فيها الأسد إلى تفويض كامل صلاحياته للشرع. وذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض لعب أي دور في إقناع الأسد بالتنحي أو عدم ترشيح نفسه لولاية جديدة. ونقل عن لافروف قوله: «إن نفوذنا على الرجل أقل مما يعتقد كثيرون، نحن نفوذنا على بشار أقل من نفوذ الأميركيين على بنيامين نتانياهو». وقال إن المعارضة التي كانت تشعر بالانتصار في 2012 اعتبرت الحديث عن حل سياسي محاولة لمساعدة الطرف المهزوم، وهو ما اعتبره النظام حين بدأ يحسن مواقعه في 2013. وأضاف أن النظام تعامل مع الأزمة بوصفها مؤامرة خارجية ومعركة ضد إرهابيين، في حين اعتبرت المعارضة أن أي حل فعلي يبدأ برحيل الأسد. وقال الإبراهيمي إنه فوجئ بالتدخل العسكري العلني ل «حزب الله» في سورية، لأن شرعية سلاحه جاءت أصلاً من مقاومته إسرائيل، معتبراً أن مشاركة الميليشيات الخارجية زادت في تأكيد الطابع المذهبي للنزاع. واستبعد عودة سورية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث، قائلاً: «مستحيل أن ترجع، بعد كل هذا التمزق والتدمير والقتل والاعتقالات والتعذيب لا يمكن أن تحل المشكلة بالقول عفا الله عما سلف ولنرجع إلى الماضي. يجب أن يحصل تغيير، وأن يكون حقيقياً». ونفى الإبراهيمي أن يكون فكر في أي لحظة في ترتيب «طائف سوري» على غرار ما حصل في لبنان في آخر الثمانينات. وتطرق إلى لقاءات عقدها مع عدد من قادة دول المنطقة. كما تطرق إلى الوضع الحالي في العراق، مشيراً إلى خطورته، ومذكراً بأنه كان حذّر من خطر انتقال النزاع في سورية إلى دول مجاورة. واستعاد بعض مجريات الوساطة التي قام بها في العراق في 2004، معتبراً أن أميركا أهدت العراق لإيران على طبق من ذهب. واستبعد الإبراهيمي سقوط خرائط سايكس- بيكو، متوقعاً تغييرات داخل الخرائط نفسها.