في خريف 2008، أعلن الرئيس الروسي، ديميتري ميدفيديف، احتمال نشر منظومة"اسكندر"الصاروخية في كاليننغراد رداً على الشبكة المضادة للصواريخ الأميركية التي تنوي واشنطن إنشاءها في بولندا. ويرى خبراء عسكريون أن قدرات منظومة"اسكندر"التقنية التكتيكية ترشحها الى دور"مدمر الدرع الصاروخي الاميركي". ويبلغ مدى منظومة"اسكندر"280 كلم. ويرى خبراء أن تزويد منظومة"اسكندر"بصواريخ طويلة المدى ممكن، في حال قررت روسيا فسخ معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى المبرمة في 1987. وفي وسع"اسكندر"إطلاق صواريخ باليستية، وصواريخ مجنّحة بعيدة المدى يبلغ مداها 2000 كلم و3000 كلم، وتصيب الأهداف في أوروبا الغربية وتدمّرها. وسبق أن اختبرت روسيا إطلاق الصاروخ"ر 500"، ومداه 500 كلم، من منظومة"اسكندر". وتتهدد منظومة"اسكندر"المنشورة في كالينينغراد، ومن المحتمل نشرها في بيلاروسيا، أراضي شاسعة في بولندا بضربة مفاجئة مزودة عبوات نووية. وتعزز سرعة نصب المنظومة وتجهيزها للإطلاق، وهي تستغرق بضع دقائق، فرص إصابة الأهداف الثابتة الأساسية وهي منصات إطلاق صواريخ الاعتراض. وتسويغ نشر هذا السلاح في كالينينغراد يسير. فنشر عناصر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ ببولندا وتشيكيا يتهدد قدرات روسيا النووية تهديداً مباشراً. والحق أن صواريخ اعتراض"جاي بي آي 10"التي تعتزم الولاياتالمتحدة نشرها في بولندا، عاجزة عن صد ضربة قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية يرافقها هجوم الغواصات حاملة الصواريخ. ولكن أهمية صواريخ الاعتراض هذه تتعاظم، في حال بادرت الولاياتالمتحدة الى شن ضربة نووية على روسيا. وفي هذه الحال، تواجه صواريخ الدرع الاميركية عدداً قليلاً من الصواريخ الروسية المتبقية من الضربة الاستباقية. ويفترض منطق سباق التسلح أن تكون المواجهة الحالية الروسية - الاميركية جولة من جولات كثيرة. ومآل سباق التسلح الجديد هو رهن موقف الإدارة الأميركية الجديدة. ولم يبد باراك أوباما ميلاً قوياً إلى توسل القوة لمعالجة المشكلات بين واشنطنوموسكو. ويدور الكلام في واشنطن على احتمال أن تكون منطقة الدرع الصاروخية الثالثة، ومسألة نشر منظومة"اسكندر"، موضوع مساومة بين موسكووواشنطن. عن ايليا كرامنيك ،"نوفوستي"الروسية، 30 /1/ 2008 نشر في العدد: 16742 ت.م: 2009-02-04 ص: 26 ط: الرياض