أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس تخصيص الحكومة السعودية 300 مليون دولار لتمويل بحوث "موضوعية" حول أثر استهلاك الطاقة على المناخ. وقال في افتتاح القمة الثالثة ل"منظمة الدول المصدرة للنفط"أوبك في الرياض، وهي المخصصة للبحث في قضايا الطاقة، ومنها أثر الاستهلاك على المناخ:"ان ما يتردد عن أثر البترول على البيئة والمناخ حديث يختلط فيه الحق بالباطل"، محذراً من ان"استهداف البترول بضرائب باهظة يضر المستهلكين قبل المنتجين"، وداعياً إلى بحث الموضوع بشكل علمي موضوعي بعيد عن الضغوط والمؤثرات السياسية". وأعلن الملك عبدالله أمام زعماء الدول الأعضاء في"أوبك"أصبحوا 13 دولة بعد عودة الإكوادور إلى كنف المنظمة"تخصيص المملكة 300 مليون دولار نواة لبرنامج يمول البحوث العلمية التي تتعلق بالبيئة والتغير المناخي". وقال:"آمل ان تساهم الدول المنتجة والمستهلكة في برنامج مماثل للتوصل إلى نتائج دقيقة تضمن سلامة البيئة وتلبية الحاجات المتزايدة إلى البترول". وإذ أشار إلى ان"أوبك""قدمت الكثير على حساب مصالحها على اعتبار ان مصلحة العالم واحدة"، أكد ان"البترول يجب ألا يتحول وسيلة للنزاع والأهواء"وأن"أوبك"لا يمكن ان تكون"استغلالية". ورأى الملك عبدالله في كلمته في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات"ان المنظمة"تتصرف من منطلق الاعتدال والحكمة والدليل ان السعر الحقيقي الحالي، مع الأخذ في الاعتبار مستوى التضخم، لم يصل إلى سعره في مطلع الثمانينات". وذكّر بتأسيس الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولية للحوار بين المنتجين والمستهلكين، قائلاً"إننا نعلق على جهودها الأمل". كذلك ذكّر بالمساعدات الكبرى التي قدمها"صندوق أوبك للتنمية الدولية"والدول الأعضاء فرادى لدعم المشاريع التنموية وخطط مكافحة الفقر في 120 دولة. ويرأس وفد المملكة إلى القمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام. وكان الملك عبدالله تسلم رئاسة القمة من رئيس القمة الثانية الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي ألقى كلمة حذر فيها من"الخلل في الاقتصاد العالمي بسبب خفض النمو وعدم استقرار النظام النقدي العالمي"، داعياً إلى تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب ومؤكداً تضامن"أوبك"مع دول الجنوب التي دعاها إلى ترشيد استهلاك النفط. وكانت كلمة للأمين العام للمنظمة عبدالله البدري الذي أكد ان"أوبك"لم تتوان يوماً عن تحقيق الهداف المرسومة لها وهي ضمان الاستقرار للإمدادات. وأفادت مسودة الإعلان الختامي للقمة ان المنظمة ستدعم خلال القمة مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض وتؤكد التزامها بأسعار نفط"مستقرة وتنافسية". ووفقا لنص البيان الذي نقلته وكالة"رويترز"عن مندوب لم تسمّه ان"أوبك"تشارك المجتمع الدولي مخاوفه من ان التغير المناخي يمثل تحديا طويل الأجل. وأكد النص ان"أوبك"تسعى أيضا من اجل استقرار أسواق الطاقة العالمية. ونقلت"وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية"إرنا عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله ان"أسعار المصادر الأحفورية للطاقة أقل من سعرها الحقيقي". وجاءت تصريحاته في طهران قبل مغادرتها في أول زيارة إلى البحرين يتجه بعدها لحضور قمة في الرياض. وقال وزير شؤون النفط والغاز البحريني عبدالحسين بن علي ميرزا لصحافيين في المنامة ان"سعر النفط مقوم بأقل من قيمته بسبب سعر صرف الدولار". وامتنع عن قول ما هي القيمة العادلة المتصورة لسعر النفط. وحذر وزير النفط النيجيري أودين أغوموغوبيا في مؤتمر صحافي في الرياض من احتمال ان تقلص أسعار النفط المرتفعة الطلب على النفط، مشيرا إلى ان الأسعار لا تعكس العوامل الأساسية في السوق. وفي حديث إلى"الحياة"، قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ان أهمية القمة"تكمن في انعقادها الذي كان يجب ان يحصل قبل سنتين"، مؤكداً"جدية المنظمة في التزاماتها منذ القمة القانية في كراكاس"ومشيراً إلى ان القمة، المقررة كل خمس سنوات، ستُعقد المرة المقبلة في ليبيا.