أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تخصيص المملكة 300 مليون دولار لتمويل برنامج للبحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والمناخ، معتبراً السعر الحالي للبترول، لم يصل إلى سعره في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، بسبب"التضخّم"، فيما حذّر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز من أن أسعار النفط قد ترتفع إلى 200 دولار إذا هاجمت الولاياتالمتحدةإيران بسبب برنامج طهران النووي. ودعا خادم الحرمين في كلمته في افتتاح قمة قادة الدول المصدرة للنفط في الرياض مساء أمس، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، عقب تسلّمه رئاسة المنظمة، الدول المنتجة والمستهلكة إلى الإسهام في برامج للبحث للتوصل إلى نتائج دقيقة تضمن سلامة البيئة، وإشباع الحاجات المتزايدة إلى النفط. ووصف ما يتردد عن أثر النفط في البيئة والمناخ بالحديث الذي يختلط فيه"الحق بالباطل"، مشيراً إلى أن المحاولات التي تبذل لاستهداف النفط بضرائب باهظة هو مجهود يضر المستهلكين قبل المنتجين. ودعا خادم الحرمين إلى بحث موضوع النفط والبيئة والمناخ بشكل علمي موضوعي، بعيداً عن الضغوط والمؤثرات السياسية. وكان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز فرياس رئيس القمة السابقة"أوبك"، حذر في بداية كلمته من ان ارتفاع أسعار النفط قد يزيد إلى أكثر من مثليها لتصل إلى 200 دولار للبرميل، إذا هاجمت الولاياتالمتحدةإيران بسبب مواجهتهما المتعلقة ببرنامج طهران النووي. واقترح تشافيز ترشيد استهلاك النفط المحكوم عليه بالنضوب،"وعلينا أن نقيم بعض الآليات وننهض ببرامج التنمية مع البلدان الأكثر فقراً في العالم". وفي ما يأتي نص كلمة خادم الحرمين أمام القمة: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: أصحاب السمو والفخامة"أصحاب المعالي والسعادة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسعدني أن تنعقد قمة أوبك الثالثة في الرياض، مرحباً بكم ومتمنياً لهذا اللقاء التاريخي النجاح والتوفيق. منذ أن قامت منظمتنا قبل قرابة خمسين عاماً، وهي تضع نصب عينيها هدفين أساسيين، الأول حماية مصالح الدول الأعضاء، والثاني حماية الاقتصاد العالمي من الهزات المفاجئة في سعر البترول وتوفيره، وقد أثبتت التجارب أن المنظمة ظلت متمسكة بذلك وقدمت الكثير على حساب مصالحها العاجلة، إدراكاً منها أن رخاء العالم وحدة واحدة. إن البترول طاقة للبناء والعمران ولا يجب أن يتحول إلى وسيلة للنزاع والأهواء. إخواني: إن الذين يرددون أن أوبك منظمة احتكارية استغلالية يتجاهلون الحقيقة التي تثبت أن أوبك كانت تتصرف دوماً من منطلق الاعتدال والحكمة، ولعل خير دليل على ذلك أن السعر الحقيقي الحالي للبترول، إذا أخذنا بعين الاعتبار مستوى التضخم، لم يصل إلى سعره في مطلع الثمانينات من القرن الماضي. لقد مدت المنظمة جسور الحوار مع الدول المستهلكة، وفي هذا السبيل تم إنشاء الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي، الذي نعلق على جهوده الكثير من الآمال، كما أن المنظمة لم تغفل مسؤولياتها تجاه الدول النامية ومكافحة الفقر، فأنشأت صندوق أوبك للتنمية الدولية، الذي تغطي مساهماته أكثر من مئة وعشرين دولة، فضلاً عن المساعدات التنموية التي قدمتها الدول الأعضاء في المنظمة، ولعلها الأعلى في العالم إذا أخذنا نسبتها من الدخل القومي بعين الاعتبار. إن ما يتردد من أثر البترول على البيئة والمناخ حديث يختلط فيه الحق بالباطل، كما أن المحاولات التي تُبذل لاستهداف البترول بضرائب باهظة هو مجهود يضر المستهلكين قبل المنتجين، وإنني أدعو إلى بحث موضوع البترول والبيئة والمناخ بشكل علمي موضوعي بعيداً عن الضغوط والمؤثرات السياسية، ومن هذا المنطلق يسرني أن أعلن عن تخصيص حكومة المملكة العربية السعودية مبلغ 300 مليون دولار، تكون نواة لبرنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي. وإنني آمل أن تساهم الدول المنتجة والمستهلكة في برامج مماثلة، للتوصل إلى نتائج دقيقة تضمن سلامة البيئة، كما تضمن إشباع الحاجات المتزايدة إلى البترول. أشكركم ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.