تبدأ اليوم أعمال القمة الثالثة لقادة الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، التي تستمر يومين. ويفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القمة بكلمة من المتوقع أن ترسم الخطوط العريضة لسياسة المنظمة خلال المرحلة المقبلة. ويشارك في القمة زعماء الدول الأعضاء المتوقع اكتمال وصولهم اليوم إلى الرياض للتعاون في صياغة"مبادئ"للمنظمة خلال الفترة المقبلة. ومن المنتظر إنشاء صندوق لدعم الأبحاث البيئية والمناخية جرى بحثه أمس في اجتماع لوزراء الخارجية والمال والنفط في الدول الأعضاء. ورأى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن القمة ستكون ذات تأثير إيجابي على تضامن الدول الأعضاء والتعاون العالمي في مجال البترول والطاقة. وقال إن لهذه القمة"أهمية خاصة كونها تعقد في السعودية التي تعد أكبر منتج للبترول في العالم ومصدر له، ولأنها تنتهج سياسات معتدلة سياسياً واقتصادياً، بما في ذلك سياستها في المجال البترولي. يضاف إلى ذلك أن السياسة السعودية مبنية دوماً على مبدأ التعاون بين دول أوبك ذاتها، وبينها وبين الدول المنتجة خارج المنظمة، والتعاون مع الدول المستهلكة". وبيّن أن قمة"أوبك"الثالثة ستركز على ثلاث قضايا مهمة، الأولى أمن الإمدادات. فدول أوبك على استعداد لإمداد العالم بحاجته من البترول في الوقت الحاضر وفي المستقبل، وبما يضمن توازن العرض والطلب. والثانية المساهمة في الرخاء لشعوب العالم من خلال النمو الاقتصادي خصوصاً اقتصاد الدول النامية. أما القضية الثالثة فتتعلق بالبيئة، ودول"أوبك"ترى اهمية في المحافظة على البيئة والتركيز على التقنية ما يؤدي إلى خفض الانبعاثات الملوثة للجو عن طريق ما يعرف بپ"جمع الكربون وتخزينه"، والتركيز على الطاقة النظيفة. وأشار إلى أن عقد قمة"أوبك"في الرياض يتميز بالأنشطة والفعاليات المصاحبة، وأبرزها معرض البترول والغاز الدولي، وندوة البترول الدولية، التي أنهت أعمالها أمس بعد يومين قدمت فيهما الكثير من أوراق العمل التي تناولت العلاقات المتشابكة بين النفط والبيئة، والعلاقات المتوترة بين الدول المنتجة والدول المستهلكة. پورسمت الندوات التي شارك فيها وزراء النفط في دول"أوبك"وخبراء في مجال النفط والطاقة، صورة للوضع الراهن بين المنتجين والمستهلكين، والعلاقة بين البترول والبيئة والتغيرات المناخية التي أصبحت موضع اهتمام من الجميع. وطالب بعض المشاركين منظمة"أوبك"بالصدقية في عملها، فيما طالبها آخرون بتحديد السعر الذي تريده والسعر الذي تعتقد أنه"عادل". فيما ترى المنظمة ضرورة أن تكون المعالجة التي تعاني منها البيئة على كوكبنا جماعية ومتساوية على حد سواء. وعبر جميعهم عن قلقهم بسبب ارتفاع الأسعار ما قد يؤدي في رأيهم إلى حدوث هوة بين الدول تقسمها بين غنية وفقيرة، كما تحدث اختلالات في الدولة الواحدة. وتناولت النقاشات أيضاً الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار بهذه الصورة، وأكدت انها لا تعتمد على العناصر الأساسية فقط، ولكن أسبابها خارجية إذ يلعب المضاربون دوراً رئيساً في رفع الأسعار من خلال سيطرتهم على السوق. ورأى المجتمعون أن من الضروري الاستثمار في النفط، وتحسين اقتصادات الدول المنتجة، وإقامة شراكة بين الدول المنتجة والمستوردة لإحداث توازن في العلاقة. وأكد الوزراء من خلال كلماتهم على أن دول"أوبك"تعملپ حاليا علىپ زيادة الطاقة الإنتاجية كوسيلة لضمان كفاية العرض واستقرار الأسعار في السوق، فيما تسعى على المدى المتوسط إلى معالجة قضايا العرض والطلب والبيئة التي تؤثر على كل من البلدان المنتجة والمستهلكة للنفط بهدف الحصول على أقصى فائدة ممكنة من الموارد النفطية في العالم. وستعمل المنظمة على تعزيز التفاعل والتعاون مع الدول المنتجة للنفط غير الأعضاء فيها، لزيادة فهم دورها وتقديره، وستقوم بكل ما يتوجب عليها عمله لتتمكن من تحقيق غاياتها، والحفاظ على دورها المهم كجهة مؤثرة في استقرار أسواق الطاقة العالمية.