الصفحة: 22 - منوعات الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان ستكون حاضرة في أجواء الدورة الثالثة لمهرجان دبي السينمائي الدولي التي تبدأ نشاطاتها في كانون الأول ديسمبر المقبل، سواء لجهة زيادة عروض الأفلام اللبنانية، أو تنفيذ بعض النشاطات"التضامنية". ولم يشأ مسعود أمر الله، المسؤول عن برنامج الأفلام العربية المشاركة أن يدلي بمزيد من التفاصيل حول أسلوب التضامن وشكله، لكنّه كشف أن الحرب على لبنان كان لها تأثيرها. وفي سياق آخر، اعتبر امر الله أن موقف المهرجان ثابت وقائم على مبدأ ناجز يقضي برفض مشاركة الأفلام الإسرائيلية،"أما الأفلام التي تردنا من فلسطينيي الداخل، فمرحّب بها طوال الوقت". وكانت معلومات صدرت عن مسؤولين في المهرجان في أيارمايو الماضي تضمنت ذكر مشاركة إسرائيل ضمن تظاهرة أطلق عليها اسم"كل سينمات من العالم"، تضم أيضاً مشاركات من روسيا وسنغافورة وسويسرا وتشيلي وتونس. وكان بيان صحافي صدر عن إدارة المهرجان، تزامناً مع مناسبة احتفالية خاصة على شاطئ"كروسيت"، تضمن تلك المعلومات التي عاد أمر الله وعبر عن"عدم إلمامه بها"معتبراً"موقف المهرجان واضحاً في هذا الشأن". وكشف مسؤول برنامج الأفلام العربية، مؤسس مسابقة"أفلام الإمارات"، أن عدد الأفلام العربية المشاركة سيصل إلى ما يقارب الخمسين فيلماً هذه السنة، متنوعة بين الروائي والقصير والتسجيلي، وأوضح أنها تشكل نصف ما يتم عرضه من أفلام بالمجمل. وقال إن هناك تركيزاً في هذه الدورة على الفيلم الفلسطيني التوثيقي، كما على الأفلام التي صنعها سينمائيون غربيون وتتناول قضايا عربية. وواجه المهرجان صعوبة أكبر من السنتين السابقتين في إيجاد أفلام عربية جديدة تصلح للعرض، ذلك أن"الإنتاج السينمائي العربي كان قليلاً، في شكل عام، هذه السنة، بالمقارنة مع السنوات السابقة". وقبل أربعة شهور على المهرجان، لا يزال أمر الله في"منتصف الطريق"بالنسبة إلى اختيار الأفلام العربية المشاركة. لكنّ الحدث الأبرز، في رأي كثيرين، هو استجابة المهرجان للانتقادات التي طاولته في الدورتين الماضيتين وتمحورت حول غياب"الصيغة السينمائية المتمثلة بوجود تنافس وجوائز واقتصار طابع المهرجان على فكرة التظاهرة السينمائية والملتقى". اذ ستنظم في هذه الدورة مسابقة خاصة للأفلام العربية حديثة الإنتاج بين مطلع 2005 وأيلول/ سبتمبر 2006، التي ستتبارى فيما بينها في ثلاث فئات الروائي الطويل والقصير والتسجيلي ويتم في النهاية منح جوائز للأعمال المتميزة، ينالها مخرجو هذه الأعمال لا المنتجون. واستبعد أن يكون حصر التباري بين الأفلام العربية فقط وعدم دخول أفلام أخرى على خط المنافسة تقليل من شأن الفيلم العربي وقدرته على المنافسة، بل"هي الصيغة التي تضمن ذهاب الجوائز المادية الى المخرج العربي، فالمخرج الأجنبي لا يحتاج الى الدعم المادي وهناك مؤسسات وأجهزة هائلة تدعمه". ولم يفصح عن قيمة الجوائز لكنه عبر انها ستكون مجزية للغاية. ورفض أمر الله الفكرة الشائعة عن قيام المهرجان بپ"شراء"عروضات بعض الأفلام كما مشاركة النجوم، معتبراً أن"الممثلين المشهورين ضروريون لأنهم ملح أي مهرجان ومشهد جمالي على السجادة الحمراء، لكن ما أهتم به فعلاً هو التركيز على قيمة الأعمال المشاركة". وتفيد مصادر قريبة من المهرجان أن النجم المصري عادل إمام قد تقاضى أكثر من مائتي الف دولار أميركي لقاء قدومه العام الماضي الى افتتاح المهرجان، الذي شارك فيه فيلمه"السفارة في العمارة"، كما تقاضى النجم الأميركي مورغان فريمان المبلغ ذاته في العام الذي سبقه لقاء الحضور الى دبي. وكان المهرجان قد أعلن في دورته الاولى، قبل سنتين، عن حضور النجم عمر الشريف، ولم يحضر.